اتجاهات السوق ..الصحافة والأزمة

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue] نجلاء ذكري[/COLOR][/ALIGN]

أخطر وجه للأزمة المالية العالمية هو تأثيرها السلبي الخطير على الاعلام ومهنة الصحافة تحديدا فقد أسهمت الازمة التي بدأت تتبلور ملامحها في النصف الثاني من العام الماضي في قصف أقلام عجزت عن قصفها السياسة والحكومات بأجهزتها الجبارة‏..‏ ففي الولايات المتحدة الامريكية توقفت عدة صحف محلية عن الصدور ولعل أشهرها مؤسسة‏\’‏ تريبيون‏\’‏ العملاقة التي تمتلك‏19‏ محطة تليفزيونية وتصدر‏29‏ صحيفة حيث طلبت ادارة المؤسسة وضعها تحت البند‏\’11\’‏ الذي يمنحها حق الحماية من الافلاس وكانت الازمة المالية العالمية وتراجع شهية الشركات الكبري عن الاعلان وفي ذات الوقت ما فرضته الازمة الاقتصادية من تدني قدرة البنوك على منح الائتمان تسببت في عجز المؤسسة على الاقتراض وتسوية ديونها‏.‏ ومن قبل ذكرت صحيفة واشنطن تايمز صدور الطبعة الاخيرة لأقدم صحيفة يومية في ولاية‏\’‏ كولارادو‏\’‏ حيث أغلقت صحيفة‏\’‏ روكي ماولتي نيوز‏\’‏ التي تصدر في دنفر قبل عيدها ال‏150‏ بنحو شهرين فقط وبعد خسارتها ما يقرب من ‏26‏ مليون دولار عام ‏2008 .‏ وهناك ما يقرب من عشر صحف امريكية كبرى مهددة بالانهيار‏.‏
وفي عالمنا العربي توقفت مجلة‏\’‏ المجلة‏\’‏ الشهيرة عن الصدور كما أغلقت جريدة‏\’‏ الصوت‏\’‏ الكويتية أبوابها‏.‏ والغريب أنه بالرغم من وضوح الازمة وتأثيراتها الا ان الصحف في عالمنا العربي في حالة‏\’‏ روقان‏\’‏ غريبة فلم نسمع صوتا لنقابات تتحرك ولا ندوات تقام لبحث الموقف المتدهور والذي أدي لفقدان آلاف الصحفيين في الولايات المتحدة لوظائفهم بل إن نقابة الصحافة الاسبانية حذرت من امكانية فقدان نحو خمسة آلاف صحفي اسباني لوظائفهم بسبب تدهور الأوضاع المالية للصحف الورقية بسبب الازمة‏.‏
وأزمة الصحافة الورقية ترجع في الاساس الي تأثير الازمة السلبي على الشركات الكبري فهناك صناعات تأثرت بشكل كبير بالازمة وقطاعات تهددت مثل صناعات العقارات والسيارات والفندقة والطيران والبنوك وهذه الصناعات هي الممول الرئيسي للصحافة الورقية عن طريق الدعاية التي يبلغ سوقها في عالمنا العربي نحو ‏8‏ مليارات دولار ستنخفض بواقع‏50%‏ بسبب تقليص ميزانياتها لدي الشركات الكبرى‏.‏ واذا أضفنا لذلك تأثير الصحافة الالكترونية التي سحبت جزءا لا يستهان به من القراء خاصة في منطقة الخليج اضافة الى منافسة الفضائيات سندرك حجم الخسارة المرتقبة وهو ما يستدعي موقفا جماعيا من القائمين على صناعة الصحف في عالمنا العربي خاصة أن الحكومات التي اعتادت لسنوات طويلة على تمويل الصحف لن يكون انقاذ الصحف من أولوياتها بل ستكون مشغولة بالموقف الاقتصادي بوجه عام وحماية الطبقات الفقيرة‏..‏ أفيقوا واتحدوا قبل فوات الاوان‏.‏
الأهرام المصرية

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *