[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]د. علي عثمان مليباري[/COLOR][/ALIGN]

يتمتع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز بحب شرائح عريضة من أبناء الشعب السعودي، لما عرف عنه من أخلاق وتواضع كريم، وتعامله مع الجميع على أساس واضح من الاهتمام والمحبة والحزم، ولهذا استقبل الشعب السعودي خبر تعيين سموه وزيراً للداخلية من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – حفظه الله – بالفرح والسرور، وهو قرار يترجم جهود الأمير محمد وإنجازاته الأمنية المشهودة، ويصب في تعزيز ركائز الأمن والأمان في المملكة العربية السعودية التي يقوم نظام الحكم فيها على استراتيجية ثابتة تضمن الاستقرار والاستمرار في كل مراحل تاريخها.
الأمير محمد بن نايف يحمل الدرجة العلمية في العلوم السياسية من الولايات المتحدة الأمريكية، وحاصل على شهادات أمنية عالية المستوى، وأتم دورات عسكرية متقدمة داخل وخارج المملكة تتعلق بمكافحة الإرهاب، وهو رجل أمن يشهد له الجميع بحنكته وشجاعته وآرائه السديدة، ويمتلك حساً أمنياً خارقاً، وكفاءة إدارية عالية، وهو ليس غريباً على وزارة الداخلية، بل إنه أحد أبنائها البررة، حيث عمل مساعداً لوزير الداخلية للشؤون الأمنية منذ نحو 10 سنوات، وعندما تولى الموقع القيادي مسؤولاً عن الأجهزة الأمنية، بدأ بإعادة ترتيبها وهيكلتها، فقاد أكبر عملية تطوير لهياكل ومهام القطاعات الأمنية بوزارة الداخلية وفق أحدث الدراسات العلمية والطرق العصرية، وهيأ لها مسارات حديثة للتواصل مع الجمهور.
وبسبب الأحداث الإرهابية التي شهدتها المملكة العربية السعودية، وبالأخص بعد عام 2002 م، وظهور المعركة العلنية مع تنظيم القاعدة، أوكل وزير الداخلية آنذاك الأمير نايف بن عبدالعزيز – رحمه الله – ملف الإرهاب إلى الأمير محمد بن نايف الذي تعامل معه بكل حنكة واقتدار، ونجح في معالجته بطريقة علمية منظمة وبدراسة سياسية مميزة، حتى تمكن من تفكيك تنظيم القاعدة، ولقد شهد له العالم وقتها بأنه المسؤول الذي يقود أحد أكبر الحملات في العالم لمكافحة الإرهاب، وتحدث الإعلام العربي والغربي كثيراً عن دوره في القضاء على ظاهرة الإرهاب، وامتدت جهوده بعد ذلك إلى إنشاء مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة، والذي هو بمثابة مركز للتعاطي مع الضالين ويهدف إلى إعادة كل ضال إلى رشده باستخدام الحوار والنقاش من خلال الاستعانة بمختصين من علماء الدين والنفس والاجتماع.
تعيين الأمير محمد بن نايف وزيراً للداخلية هو بمثابة وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وبلاشك فإن الإنجازات الأمنية المشهودة للأمير محمد، علاوة على الخبرات العملية التي اكتسبها من مدرسة والده، مؤسس المنظومة الأمنية بالمملكة العربية السعودية، تجعل الجميع مطمئناً على مستقبل أمن هذا الوطن، ومتفائلاً بأن تشهد وزارة الداخلية تطوراً ونجاحاً متزايدا في كافة قطاعاتها، وتحديداً ما يتعلق بالناس وحياتهم اليومية، وأن تسهم أيضاً في تخفيض نسبة البطالة بين الشباب من خلال توفير أكبر قدر من الفرص الوظيفية بما يتماشى مع متطلبات الوزارة وما تحتاجه من تطور متلاحق.
كاتب وباحث أكاديمي

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *