[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]إبراهيم عبدالواحد زقزوق[/COLOR][/ALIGN]

ما قاربت الساعة منتصف الثانية عشر حتى كانت المجموعة التي طالبت بمقابلة المسؤول قد وصلت الى القاعة التي حُددت للاجتماع فيها.. ولم يمض قليل حتى وصل ومشى في طريقه الى موقع الاجتماع مشياً متزناً امام فيالق السعاة والحُجاب والموظفين وهو يسمع الهمس ويرى الاحترام.
كان الله في عون المسؤول عندما يحاط بكثير من اصحاب الشأن وبالأخص ذلك النوع من الناس الذين تضرروا بعدما فرحوا فترة من الزمن على اعطائهم الحرية في اختيار من يرغبون لتولي امورهم .. وخصوصا بعد أن قرأوا في الصحف .. وفي كثير من الخطب أن الحال سيسري على ما بدأ بالتجربة الاولى فإذا هم يجدون الحال فيه اصرار على عدم تلبية مطالبهم بمبررات غير مقنعة .. فسقطت على وجوههم الانوار واتجهت اليهم الانظار فاذا هم ينبهرون من الاضواء ويتلعثمون في الكلام .. بعدما كان كل همهم منصرف الى اتقان الدفاع عن حقوقهم.. واختلطت الاحاديث .. واذا الجميع على الارائك وعلى بعضهم الغتر البيضاء الزهرة والمكوية كأنها \”الفيشار\” الناصع الجميل خارجاً من المقلاة.. فأدرك المسؤول انهم لن ينصرفوا سريعا .. فقال لهم انهم في بيتهم ووعدهم بعودة التصحيح في مطالبهم بعد ادخال بعض التعديلات التي تستوجب التصحيح .. فنهضوا ورغبتهم في استمرار الحوار، لعل وعسى ان يحن قلب المسؤول ويلبي ولو جزءًا من مطالبهم واعتقد انه وجد نفسه غريقا بين مطالب الناس التي منحتها لهم الجهات العليا واذا الحابل يختلط بالنابل ووجد نفسه لا يستطيع اعتراضاً. فهناك من يشد ازرهم \”والبيت بيتهم\” فلفظ سيادة المسؤول كلمتان او ثلاثة يؤملهم بمحاولة اجابة مطالبهم..
وأنه ومسؤولي ادارته سيكونون في خدمتهم وخدمة مطالبهم.
وانصرف المجتمعون وظن البعض ان في حديث المسؤول جدية وخرج بعضهم بقناعة من قوله .. وفي الحقيقة انهى المسؤول الجدل بإصدار تعليمات بتلبية المطالب الخاصة بهؤلاء الناس وبطريقته الخاصة دون ابداء الاسباب .. وتضرر من تضرر واستفاد من استفاد. لأن القائمين على صياغة المطالب لم يحسنوا تجنب الوقوع في اسر هذه النتيجة السلبية واوقعتهم في حرج شديد.. لقد خلفت هذه الطريقة علامات استفهام كثيرة واصبحت تعاني في الوقت نفسه الكثير من الحرج.
مما يثير الدهشة .. والامتعاض وتحتاج الى اصلاح ما فسد ومع ذلك فليس هذا كل ما حدث فقد تبادل الزملاء في هذا الشأن نظرات الألم عندما حدث الامر الاخير بغرض امر آخر عليهم والتف حولهم ونظر بعضهم الى بعض بسخرية تخفيها وتغطيها قلة الحيلة ونبرة التسامح لانها \”ديمقراطية ديمقراطية\” وطلبوا الانصاف ورفع الظلم لكن ظل القول في طي النسيان.
* قالوا: ما تزاحمت الظنون على شيء مستور إلا كشفته..؟
مكة المكرمة

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *