[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد أحمد عسيري[/COLOR][/ALIGN]

ها هي الأيام بلا تعقيدات تضعنا و في زمن قصير جدا أمام درس من أهم الدروس التي من الممكن أن نصادفها في الحياة وبالمجان .. درس لن تستطيع أرقى الجامعات في العالم ولا حتى أهم عباقرة السياسة والفكر أن يختزلوه في دورة مكثفة كالتي تابعناها سويا مع كل العالم في مكانين عزيزين على قلوبنا هما تونس ومصر .
ليس في الأمر إسقاطات ولا تعدٍ على أحد أكثر من كونه تفكر في حال الإنسان وتقلباته في هذه الحياة .
لا يهمني من رحل ومن بقي .. ولكن لفت انتباهي التناقض الشاسع بين الأمس واليوم والتباين الكبير بين الحب والبغض في فترة زمنية وجيزة . كيف نستطيع حل اللغز في مشهد دراماتيكي من صنع الأقدار لشخص – أي شخص – كان محل الاهتمام ، ويتربع فوق الهامات .
فجأة يتحول هذا العشق والتغني إلى صراع ودماء غيرت كل الخلفيات الجميلة لمناظر دمار ورعب وخوف .
مؤلم يا إنسان أن تخسر كل رصيدك من الحب في لمحة بصر وكأنك تهوي من فوق سحابة الأمان لبئر سحيق تملؤه الأسنة .. منظر لن يحتمله قلبك وأنت تشاهد تاريخك ولحظات نصرك تُحرق ، وكلمات الهيام تتحول لسهام ترشق جسدك.
وفي نهاية الدرس لنسأل أنفسنا : إلى أين نسير ؟ لماذا يتخلى الإنسان عن كل إنسانيته مقابل حفنة من زيف زائل وأبهة مصيرها لذل قاتم ؟ فصلان من مسرحية طويلة أسدل عنهما الستار الأسود .. والرواية طويلة ، هناك أبطال لم يعتلوا خشبة المسرح بعد ، وأحداث تختبئ بين الأسطر فيها ما يسر وفيها ما تضيق به القلوب وغدا أقرب من كل لحظات الانتظار .

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *