إنه عصر الفراغ؟
علي محمد الحسون
** قضية الاتصال \”بالجوال\” أصبح لدى البعض من \”المقدسات\” إذا ما اتصل بك ولم \”ترد\” عليه فإنه يقيم الدنيا ولا يقعدها إذا حدث ذلك منك، يحدث هذا وأنت يا غافل لك الله لا تدري من أمر الاتصال شيئاً، فهو تراه في اصرار عجيب يقوم بالاتصال بك بشكل متتابع كأنه يرى من الواجب المحتم عليك الرد، وهو لا يعلم بأنك قد تكون في اجتماع وأن هاتفك على نظام \”الصامت\” أو أن يكون هاتفك بعيداً عن متناول يدك، أو أن تكون نائماً، وقد .. وقد.. كثير من الأسباب التي لا تجعل من ردك عليه ميسوراً لكنه لا يقيم لهذا أي اعتبار، فتندهش عندما ترى أن اتصاله بك تعدى العشر اتصالات في وقت واحد، فتتصل به وأنت على يقين بأن هناك امراً خطيراً جعله يحاول الاتصال بك من شأنه، فتتصل به وأنت قلق فتأتيك الإجابة: أبداً فقط أريد أن أسألك عن.. وتفجع أن الذي سأل عنه ليس ذا أهمية أو حتى قيمة، إنه يذكرني بذلك الانسان الدؤوب الذي يصر على أن يسمع صوت من \”يتلفن\” عليه مهما كان الوقت الذي يستغرقه في الاتصال وعلى رأي صديق لنا يصف ذلك الرجل الدؤوب رحمه الله – بأنه إذا أراد الاتصال بأحد فإنه \”يبرك\” أمام جهاز \”التلفون\” وذلك قبل مجيء الجوال، فهو لا يمل من الاتصال في إدارة قرص نمر الهاتف حتى تكاد تتخيل أن \”أصابعه\” قد \”بريت\” أي كما يبرى قلم الرصاص\” فلا يهدأ حتى يرد عليه من يقوم بالاتصال به.
الآن هناك أناس حريصون على الاتصال بالجوال أكثر من مرة وبشكل متلاحق قد يصيبك \”بالفجيعة\” بأن هناك أمر خطيراً قد حدث يريد ابلاغك عنه لتكتشف أن لا شيء من ذلك أبداً، إنه عصر – الفراغ – مع الأسف.
التصنيف: