[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]علي محمد الحسون[/COLOR][/ALIGN]

من المواقف الطريفة التي حدثت وتحدث في الملاعب الرياضية انه ذات يوم بل في عام 1386هـ وكانت هناك مباراة في كرة القدم بين نادي بورسعيد الذي تحول الى – الاهلي – في المدينة المنورة وفريق احد الذي كان يتزعم الاندية لأقدميته وكان يدير المباراة الحكم التركي – بدري قايا – وكان حكماً صارماً يساعده في ذلك ضخامة جسمه حيث رزق بسطة في الجسم وكان أيامها – الملعب الذي تقام عليه المباريات لا يوجد به مدرجات للجمهور وكان يفصل بين ارضية الملعب ووقوف الجمهور سلك شائك وكان الجنود يتناثرون خلف السلك الشائك ذاك.وفي لحظة أطلق الحكم بدري قايا صافرته فانطلقت اصوات الجماهير صارخة \”حرامي يا حكم\” فما كان الا من أحد الجنود ان أسرع الى ارضية الملعب باحثا عن ذلك \”الحرامي\”.وكان موقفاً شديد – الطرافة – بين الحكم والجندي انتهى الموقف الى خير: تذكرت هذا الموقف وانا اشاهد في احدى القنوات الرياضية الأوروبية ذلك المشاهد أو المشجع الذي اخترق كل الحواجز ليقبل لاعبه المفضل انه جنون الكرة.

ابتلع أساك
تجلس في استرخاء تستدعي كل ذاكرتك.. تغوص في الماضي البعيد والقريب امام عينيك شريط مليء بكل التفاصيل التي مرت بك او مررت بها.. تضع يدك على خدك وانت ترى كل هذا التزاحم الذي ينهال على ذاكرتك المشحونة بالرائع.. والباهت والمفرح والمحزن والضاحك والباكي.تبرز امامك كل المواقف التي اعتقدت انها طمرت مع الايام فترى هذا الذي محضته الصدق فكذب عليك والذي احببته واعطيته من نفسك المكانة الرفيعة لم يرف له جفن وهو يكيد لك.. وذلك الذي اخلصته لذاتك حتى خالطك في كل شيء فجأة غرس في ظهرك خنجراً مسموماً وهو يضحك بكل قواه..تعاود تقريب الصورة امام عينيك اكثر، تفرك جبهتك كأنك تنشط ذاكرتك لترى ما هو جميل فترى ذلك الصديق الذي اعطيته كل تاريخك وايامك ومستقبلك يضع امامك كل ما يملك من وسائل ليحيلك الى رماد يذروه مع رياح الخماسين.تتحرك من جلستك. تغير مكانك تذهب الى اكثر من مكان لعلك تجد صورة واحدة لا غير تحمل شيئاً مفرحا. بعد جهد تجد بين ركام الذكريات بعضا من فرح.. وجزءاً من وفاء.. تحاول جاهدا ان تتبين هذه الملامح تقرب الصورة منك اكثر واكثر فتصاب بالغم من جديد لأنك لا تجد الا اغراقا في النكران ومزيداً من الاساءة والجحود.فتصمت وتبتلع اساك.

السؤال المر
عندما اريد الان ان اقف معك وقفة مراجعة لكل ماضٍ اجد كثيرا من الايام التي قضيناها مليئة بالزيف كنت انزع من طريقنا كل الاشواك وارفع عنها كل الطحالب وانا اكثر اقتناعا بأنك تعي ذلك وتضعه في الموضع الحسن من نفسك وكم كنت ظالما عندما خدعت بك فأخذت كل شيء ولم تدع أي شيء.كنت انا واحدا من اولئك الذين ينتظرون من ليالي الصيف مطرا ومن زمهرير الشتاء دفئاً وكنت انت تحصد ما تريد وفق ما تريد.. ثم لفظت ما لا تريد.دعني اقف الآن وانا انظر الى الماضي بكل الأسى وانا احمل كثيرا من مرارة السؤال.كيف حدث كل هذا؟.

آخر الكلام
لا تعذليه

لا تعذليه فإن العذل يولعه
قد قلت حقا ولكن ليس يسمعه
جاوزت في لومه حدا اضرّ به
من حيث قدرت أن اللوم ينفعه
فاستعملي الرفق في تأنيبه بدلا
من عنفه فهو مضني القلب موجعه
ودعته وبودي لو يودعني
صفو الحياة واني لا أودعه
وكم تشفع اني لا أفارقه
وللضرورات حال لا تشفعه
وكم تشبث بي عند الرحيل ضحى
وأدمعي مستهلات وأدمُعه
لا أكذب الله ثوب العذر منخرق
عني بفرقته ولكن أرقعه
اني لأقطع أيامي وأنفذها
بحسرة منه في قلبي تقطعه
بمنْ إذا هجع النوام بت له
بلوعة منه ليلي لست اهجعه
ومن يصدع قلبي ذكره واذا
جرت على قلبه ذكرى يصدعه
علما بان اصطباري معقب فرجا
واضيق الامر ان فكرت أوسعه

ابن زريق

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *