إنها هواية الاستحواذ على الأشياء

• علي محمد الحسون

•• هذا حرامي مزاح إما شفته وإلا راح
هذا المثل الذي هو نبت تجربتنا الاجتماعية الفارهة التي تعكس ذلك الشمول في الرؤية المجتمعية للحياة هو يعني أن ذلك المزاح في تكوينه الداخلي – حرامي – وان بدا لك ذلك انه صديق أو صاحب أو حتى معرفة تمتد يده إلى ما يريد أخذه ويخفيه فان أنت رأيته .. ضحك قائلاً: والله كنت سوف أعطيك مقلباً,ويذهب ذلك في باب “المزاح” وإذا أنت لم تشاهده وأخذ ذلك موضوع – السرقة – راح عليك.
فالسرقة أحياناً ليست نتيجة احتياج السارق لكي يسرق ولكنها قد تكون هواية أكثر منها عملاً مقصوداً كم حدث أن ألقي القبض على واحدة .. أو واحد في أحد كبريات الأسواق وبالذات في لندن وهي تضع في حقيبة يدها قطعة من ذهب أو حتى قطعة من “فالصو” اعجبتها وتحركت لديها شهوة – النشل – كأنها تشبع لديها قدرة السطو غير المتوقع .. نفس هذه – الرغبة – تجدها عند بعض الرجال فتراه يركب سيارة – روز رايز – أو بورش وهي بمئات الالوف من الريالات ولكنه لا يستطيع أن يمسك يده من أن تمتد إلى قطعة بسيطة في فترينة لا تتعدى قيمتها عشرة جنيهات .. وقصص البوليس كثيرة من هذه النوعية . ولعل أطرفها عندما ألقي القبض على ذلك الشاب الذي امتدت يده إلى قطعة من “البرنز” واخفاها في جيبه: فلقطته “الكاميرا” ليتبين أنه ابن صاحب ذلك المحل الكبير.
إنهم ليسوا لصوصاً ولكنهم محترفو هواية الاستحواذ على الأشياء.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *