[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد أحمد عسيري[/COLOR][/ALIGN]

هذه حكاية تتجلى من خلالها أسمى صور الإنسانية التي من الممكن أن نصادفها في حياتنا ، كحكاية الوردة التي وجدت لها مكانا في الهجير . إنه نوع من قصص الأمل التي تومض لنا لنركض خلفها ونشعر بإنسانيتنا نحو الآخرين . حكاية رواها لي شخص عزيز فقررت أن أشارككم أحداثها لعل من بيده الأمر يشعر بفداحة المعاناة ويتقي الله في أمانته . أبطال الحكاية مجموعة من الطبيبات السعوديات المتسلحات بشهادات علمية من جامعات سعودية وأجنبية ومُنحوا التراخيص المطلوبة لمزاولة المهنة ولكنهم تفاجئوا بعراقيل سلبتهم حق التعين ومزاولة مهنة الطب وخدمة وطنهم . مصاب جلل و صدمة لن يستطيع الخروج من ظلمتها سوى القادرين وأصحاب الإرادة والتحدي .. وهن كذلك . الطبيبات الشابات كونوا فريقا وانطلقوا نحو الهجر والمناطق البعيدة عن الترف والرفاهية يشخصون و يقدمون العلاج والمساعدات بينما يحتل أمكانهم في مستشفياتنا الحكومية والأهلية أطباء جاءوا بكفاءة أقل وأهداف لا تتجاوز دائرة الكسب بأي الوسائل والطرق . من فضلكم ركزوا أنظاركم في تفاصيل الحكاية ودققوا جيدا وتأملوا بياضها .. تمام كبياض قلوبهن (والبالطوهات ) البيضاء التي من أجلها تغربوا وسهروا . ولكن هناك دائما ما يعكر جمال الأشياء التي نحاول صنعها وكأننا لا نستحق أن نقول ها نحن جئنا من أجلكم . لا تحسبوا أنه ضوء خافت ضئيل فهذا العمل أنار للكثيرين قلوبهم وأشعرهم أن هناك في هذه الحياة ما يستحق العيش . هذه الحكاية حركت بداخلي الكثير من الفضول والتساؤلات المحتقنة والممتلئة بالكثير من الحسرة . لماذا يظل الكادر المؤهل لدينا على الهامش بينما يوجد من يحتل مكانه برغم الفوارق ؟ والسؤال الآخر لماذا نشتكي كثيرا من قلة الطبيبات في مستشفياتنا بينما تقف العوائق في طريقهن أليس هذا تناقض فج يدعو للاستغراب ؟
بعد معرفتي بهذه الحكاية الأمل شعرت بحالة من التصالح مع كل زوايا الحياة لأني تعلمت درسا هاما قد يغير حياتي قبل حياة الكثيرين منكم .. تعلمت من خلالها أننا نحن من نصنع الفرص لنحيا أنقيا كقطع البلور وحبات المطر التي تقطع المسافات من أجل رسم لوحة من البقاء على خارطة العطش .

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *