[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]علي محمد الحسون[/COLOR][/ALIGN]

بداهة إن الطب مهنة إنسانية وبالضرورة ان الطبيب محكوم بتلك الإنسانية فيتعامل مع مريضه بإنسانية، إنه يتحلل من كل العنعنات التي قد تشوب الآخرين، فطالما هو يرتدي معطفه الأبيض فهو يتحول إلى بياض في كل شيء وانني لأعجب أن يكون الطبيب عكس ذلك مهما كانت الظروف النفسية التي يعيشها أو هي التي تعيشه، إن ابتسامة منه تكون بداية العلاج للمريض وان كلمة متفائلة قد تكون مفتاح الشفاء والعكس صحيح، لأن في العكس من ذلك قد يصاب المريض بالاندهاش عندما يواجهه طبيبه وفي لغة صارمة أو حتى هازئة وهو يقول له انت مصاب بداء عضال فيصاب بحالة انهيار فتدهش عندما تعرف هذا بل تزداد دهشتك عندما يكون المريض فتاة في مقتبل العمر خصوصاً وأن المرض غير معدٍ حتى نجد للطبيب مندوحة في صراحته للمريض لكي لا يعدي بمرضه الآخرين.
كنت استمع إليها وهي تكاد تنفجر من البكاء وهي تقص ما جرى لها ومعها من ذلك الطبيب. وهو يعمل في مركز طبي حكومي متقدم في الرياض .
إنني في حيرة من أمري وأنا استمع إلى حكايتها مع ذلك الطبيب العربي الذي لم يكن موفقاً في موقفه ذاك لقد كان في امكانه أن يخبر ولي أمرها إذا كان لا بد من ذلك لا أن يصدمها بهذا الأمر فيجعلها تنهار.
إن الطبيب في تكوينه الكلي جزء مهم هو انسانيته التي يحيط بها مريضه لا أن يرمي به في غياهب اليأس مع الأسف.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *