إنزل الكرة الأرضية عن كتفيك

محمد بن أحمد الشدي

كنت دائما أفكر كيف يتخلص الإنسان من همومه خاصة إذا أوى إلى فراشه وفجأة قرأت لإحدى الكاتبات العربيات وهي تقول: ستأتي ليلة تكتشف فيها أنك لم تعد تعرف كيف ترفع السلم الثقيل عن كتفيك لتنام وأنك تحمل هذا السلم \”بالعرض\” ليل نهار ،عاماً بعد آخر، همّا بعد آخر، حرباً بعد أخرى حتى توهمت أنك ألفته وصار الليل يتسع لكما معاً يشاركك الفراش ويطرد عنك لذيذ النوم وها أنت تكتشف تلك البدهية العتيقة نصف المنسية إن الانسان لا يستطيع التعايش والحزن إلى الأبد، وعليك انزال الكرة الأرضية عن كتفيك لكي لا تنسى متعة التنفس والحب والأشواق المستحيلة والرحيل..
وها أنت تغادر التثاؤب إلى التنهد تكف عن حزنك الدائم وتحاول المشاركة في سيمفونية الفرح التي لا تخلو منها حياة صحيحة معافاة تودع بعض المستنقع وتتحول إلى سمكة ملونة تسبح في الدورة الدموية الشاسعة للضوء وتقول للريح خذيني إلى حيث لا أدري.
فالذاكرة هي أيضا فن \”النسيان\” والاجازة للإنسان ضرورة ملحة سواء كانت اسبوعية أو شهرية أو حتى يومية فلا تتصور ماذا تفعل القيلولة بجسمك من الراحة والتجدد وعلينا أن لا ننسى أنفسنا ونحن ندور مع الحياة مثل الطاحونة أو الساقية نلف ونلف دون أن يكون لنا تحكم في أنفسنا.
لا تنشغل بغير نفسك وأولادك ووطنك، وجدد عقلك وروحك بالقراءة المستمرة لا تحملهم الدنيا وتوكل على الله وانتزع نفسك من دوامات الحياة قبل فوات الأوان..
ما أصعب الأمر الذي تطرحه هذه الكاتبة ولكن ما أقل من المحاولة تلو المحاولة حتى نبتعد عن الهم الذي يهد الضلوع ويسيل الدموع.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *