إمرأة مجهولة فى منزلى

نيفين عباس

تخطوا خطوات كنت سأخطوها ، تطلق ضحكات كنت سأضحكها ، تنفس عشق كنت سأتنفسه ، تلك هى الأخرى

تلك هى المرأة المجهولة فى منزلى ، منزلى الذى كان سيصبح يوماً مملكتى لكنها أتت ، أتت لتأخذ مكانى ، حبيبى ، أطفالى ، كل ما تمنيته يوم أتت هى لتأخذه منى فى غمضة عين ، بين ليلة وضحاها سكنت منزلى إمرأة مجهولة لا أعرفها ، كل ما أعرفه عنها أنها تزوجت حبيبى ، تزوجت رجلاً كان سيصبح ملكى يوماً ، أشاهد أطفالها وضحكاتها فأشعر بأنها كما المحتل الذى يستوطن ويملك ما ليس ملكاً له ، لولا القدر وتدخله لكان هذا منزلى وهذا الرجل زوجى وهؤلاء أطفالى ، لا أحد يدرى ماذا يخبئ القدر لنا ولكن ما نعلمه جميعاً أن النصيب شيء وللقدر كلمة أخرى فليس كل ما يتمناه المرء يدركه ، ما أكتب عنه اليوم مرت وستمر به الملايين وليس العشرات من النساء ، يومياً يقع على مسامع فتاةٍ ما فى مكانٍ ما أن حبيبها تزوج بأخرى ، أو أنها تتلقى صدمة أن الرجل الذى أحبته متزوج ، لتبدء رحلة العذاب والإشتياق لرجل يذهب كل ليلة لأخرى ، يناديها زوجتى ، يناديها أم أولادى ، كيف للقلب أن يصبر على تلك الأوجاع ، أيها القدر ألم تستكف بعد من الألام التى نعيشها يومياً بسببك ؟ ؟ ألم تكتفى بعد من الجراح التى لا تبرأ والجروح المتفتحة التى لا شفاء منها ؟ ؟ فى حياة كل منا ثلاث نساء نحسدهن ، إمرأة تسمى أمٍ له ، إمرأة تسمى زوجةً له ، إمرأة تسمى إبنته ، فكيف للقلب أن يكف عن الأنين والحنين والشوق الجارف للحبيب وهو يشاهده محاط بكل هؤلاء النساء ؟ ؟

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *