إمام مسجد يحقق ماعجز عنه غيره

• بخيت طالع الزهراني

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]بخيت طالع الزهراني[/COLOR][/ALIGN]

** هل الأفضل للإمام في صلاة التراويح أن يخفف القراءة، وينهي الصلاة في عشر دقائق أو ربع ساعة مثلاً..؟ .. أم أن الأفضل له أن يطيل الصلاة فيجعلها تزيد على نصف ساعة، أو تصل إلى أربعين دقيقة، ثم يجعل لدعاء القنوت لوحده عشر دقائق تقريباً، فيدعو فيه بالدعاء المختصر المأثور، ثم يزيد من عنده ماشاء؟
** أنا شخصياً أميل إلى الاختصار، لأن حال الناس اليوم لايحتمل التطويل، ولأننا بحاجة إلى أن نجذب إلى المساجد الجيل الجديد من شبابنا، الذين لا يروقهم التطويل، وكلنا نرى المساجد هذه الأيام في صلاة التراويح، تكون في بداية الشهر ثم مع الايام تتناقص .
** عدد كبير من ائمة المساجد درج على عادة الاستعانة بمن يصلي بالناس في مسجده، فهذا يستعين بواحد، وإمام آخر يستعين باثنين كل منهما يقرأ نصف صلاة التراويح، وربما ثالث يستعين بثلاثة أو أربعة، وإذا سألت لماذا؟ قال : نبحث عمن يجيد التلاوة والتجويد وحسن الصوت .. طيب أنت أيها الإمام لماذا تقبل وظيفة الإمام اصلاً، إن لم تكن حسن الصوت وتجيد التلاوة والتجويد؟
** وبناء على ماتقدم نجد أن هؤلاء الذين استعان بهم الإمام لصلاة التراويح، قد فهم جانباً صغيراً من مهمته، وهو إجادة الصوت، فتراه يركز على هذا الجانب، ويطيل الصلاة بالناس من خلفه، مما يؤدي إلى تناقص صفوف المصلين يوماً بعد يوم.
** والواقع إنني وأنا أفكر في هذا الموضوع المهم، لفت انتباهي خبر نشرته \”الحياة\” يوم الأثنين العاشر من رمضان الجاري، عنوانه \”مسجد ينهي التراويح قبل صلاة العشاء\” والخبر قادم من مسجد القعود في حي شبرا، وملخصه أن امام ذلك المسجد ، قد فكر في عمل عظيم قدم للناس خيراً كبيراً، فذلك الامام يترك بين الاذان والاقامة مدة خمس دقائق فقط، وليس عشرين دقيقة كما جرت العادة \”وهذا في ظني عمل صواب\” فيقيم صلاة العشاء، ثم يصلي التراويح بواقع قراءة آيتين او ثلاث آيات في الركعة الواحدة، ثم يدعو بعد الشفع والوتر من دون تكلف ، او سجع مبالغ فيه، او انشائيات لفظية، كما عند الآئمة الأخرين.
** ماهي نتيجة عمل هذا الامام بحسب الخبر المنشود؟ النتيجة أن مسجده ظل ممتلئاً بالمصلين حتى نهاية التراويح \” وهذا هو المهم\” وعندما سمع به الناس تنادوا إلى مسجده، حتى صار يغص بالمصلين، من البيوت ومن الاستراحات المجاورة ، واكثرهم من الشباب.. ويقال إن هذا الأمام في خطبة الجمعة كذلك لاتزيد خطبته عن عشر دقائق بحسب الخبر المنشور، امتثالاً للتوجيه النبوي الشريف كدليل على فقه الإمام ، الامر الذي اعطى مسجده حضوراً كثيفاً.
** مايدور الآن في عدد من المساجد، كان يجب أن يكون تحت سمع وبصر ومتابعة وزارة الشؤون الإسلامية، وفروعها بالمدن والقرى.. فهل ما يتم من التطويل، الذي اخرج هذه الروحانيات وهذا الخير من سياقه المطلوب، هل هو من ضمن مقاصد الوزارة؟ .. أم أنه خارج توجهاتها وبالتالي لايخدم الهدف الجميل، الذي نريده جميعاً والمتمثل في الرغبة الصادقة، بأن يؤدي الناس قيام رمضان، بما تيسر، وماهو يسير عليهم لنكسبهم، ويكسبوا هم الخير العميم؟
** الكرة الآن في مرمى الوزارة ، وعليها أن تقارن بين الكثير من المساجد التي تطيل الصلاة، وبين هذا المسجد الذي نشر عنه خبر في \”الحياة\” قبل أيام كما اسلفنا هنا.. لتقرر الوزارة وتنفذ \”والتنفيذ مهم\” ما يصلح للعباد والبلاد.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *