إلى ماذا يرمي صناع الإرهاب
فجع المجتمع السعودي بالأمس القريب بحادثة ارهابية شنيعة في حدود البلاد الشمالية راح ضحيتها عدد من أبناء الوطن الأبرار الذين نحتسبهم شهداء إن شاء الله . وليس بخاف على أحد أن المنطقة برمتها تشهد عنفا ظاهرا واحتقانا خفيا تؤججه أحقاد ودوافع شتى مدعومة – بلا ريب – من قوى اقليمية وعالمية .
إن المتأمل في حادثة الحدود الشمالية يدرك أن هناك أبعادا خفية واستراتيجيات خسيسة يعمل على التحضير لها وتحقيقها عقول ملئت حقدا وحسدا على هذه البلاد وأهلها . ففي حين تتجه أنظار كثير من المحللين والخبراء الى الحدود الجنوبية للمملكة كمصدر خطر كبير نظرا للانفلات الامني الواضح في دولة الجوار إذ بنا نفاجأ بتغيير مسرح العمليات لينتقل الى أقصى الشمال منطلقا من دولة تعاني كذلك من اضطرابات داخلية كبيرة وكأن الهدف ليس أكثر من تشتيت الانتباه وارباك الجهات الامنية بتعمية مصدر الخطر مما يعطي هؤلاء الارهابيين مزيدا من الوقت في تنفيذ مزيد من أعمالهم الاجرامية .
لقد أظهر المجتمع السعودي بكافة أطيافه تلاحما مع قيادته وأمن وطنه هون من وقع المصاب وأوصل رسالة واضحة مفادها أن الدرع الداخلي حصين بما يكفي لصد أي اختراق منطلقا من إيمانه بأن المواطن هو رجل الأمن الأول الذي يعول عليه في الدفاع عن وطنه عن إيمان راسخ وعقيدة صادقة وولاء حقيقي بعيدا عن الشعارات والمزايدات مغلبين المصلحة العظمى للوطن على أي اعتبارات أخرى .
لقد مثل هذا الموقف الشعبي ضربة قاصمة لظهور هؤلاء البغاة الذين أخطأت عقولهم السقيمة توجيه بوصلة أعمالهم فتراهم يطعنون الأم الرؤوم التي طالما كانت لهم الحضن الدافئ والملاذ الآمن وكأنهم يطبقون حرفيا قول الشاعر :
أعلمه الرماية كل يوم
فلما اشتد ساعده رماني
لقد كان هؤلاء الخونة قاب قوسين أو أدنى من العدو الحقيقي للأمة فلم لم تتجه سهامهم المشئومة الى من ينتهك مقدسات المسلمين منذ أكثر من ستين عاما.
أي دين يحركهم وأي مبادئ تسيرهم ؟ أليسوا أبناءنا ومن بني جلدتنا ؟ من الذي غير مفاهيمهم وأوهمهم بأن عدوهم هنا وليس في أي مكان آخر وأي مصلحة يرجون حين يحولون قبلة المسلمين الى أتون تحرق الأخضر واليابس ؟
لم يعد هناك مجال لالتماس أي عذر او إحسان أي نوايا تجاه بعض القوى الإقليمية والدولية التي من الواضح أنها هي المستفيدة بشكل كامل من انعكاسات ما قد يحدث في داخل المملكة . المؤلم أن هذه القوى الخفية تمسك بأجهزة التحكم التي يسير وفقها أبناؤنا المغرر بهم والذين يحسبون أنهم مهتدون وهم في حقيقة الأمر في ظلام وعمى .
لقد بات من المهم تكثيف الخطاب الدعوي والتربوي بما يجلي حقيقة ما يراد بهذه البلاد بكل وضوح وصراحة مستشعرين أولا وآخرا أن هذا الوطن هو مهد الاسلام ومعقله وقلعته التي لا ترام ولا تضام بحول الله .
التصنيف: