إلى تعليم بيشة : هل تدفعونهم للتقاضي؟

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue] صالح المعيض[/COLOR][/ALIGN]

اذكر اول مقالة كتبتها عن تعليم بيشة بشقيه البنين والبنات قبل الدمج عام 1396هـ تقريبا بصحيفة الجزيرة ، وكان يومها هنالك تجاذب في النقاش ثم تتابع ذلك التجاذب عبر كل وسيلة تواصل ممكنة ، وتأكدت فيما بعد انه مع تلك المسافة من التجاذب أنك لن تصل لحقك المكفول نظاما الا بالمرور عبر طرق التوسلات التي تصل في مراحل الى تسولات التي إستمرأها المسؤلون هنالك.
بالأمس أقرأ خبر عدم شمول بعض طلاب القرى بالنقل وحجة إدارة التعليم حجة واهية ومكررة نسمعها من العام الماضي في أنها خطأ موظف ، وهذا العذر في عرف النظام ( اقبح من ذنب ) أين مسؤولية رئيس القسم ثم مدير الادارة ثم مدير التعليم ، كل تلك المسؤليات جيرت على حساب موظف صغير وربما مجهول تهربا من المسألة دون بذل أي جهد لتلافي الخطأ.
ليست قرية او عشرات القرى ولا طالب او الف طالب بل عشرات القرى وآلاف الطلاب ، لم يشملهم النقل وتنصل منها من أوكل اليهم الأمر وحجموا فداحته ، علّ لا احد يدرك حجم ذلك الخطأ الفادح ، ورغم مرور عام واكثر فلا زال الحال على ماهو عليه ولعلي هنا ارى انهم اجبروا اولياء الامور للجوء للتقاضي وهذا ابسط حقوقهم ممن تهاون في شمولهم بخدمة النقل احق بالمسألة والعقاب.
بالأمس اتصلت بي معلمة أذكر انني منذ خمسة عشر عاما توسلت لنقلها بل اقول وبكل مرارة تسولت نقلها ، ولكن للأسف حتى تاريخه لم تنقل ، هذه المعلمة نظاما يجب نقلها بدون توسل ولا تسول وحالها حال المئات من المعلمات المركونات والقابعات في مدارسهن بعيدات عن مقر سكنهن لأنها تجهل اللعبة والبحث عن وسيط ذي جاه او منصب ، اقولها وأتحمل مسؤولية ما اقول.
هذه المعلمة تعرضت لحادث اثناء العمل في اول عام باشرت فيه ولا زالت رهينة الحديد وتبعات صحية تطلب مراعاة ظروفها ، تحمل تقارير طبية يصعب على الكافر فما بال بني قومي ماذا تفعل ؟وحينما اقول ماذا تفعل لأنني ادرك أن في ادارة تعليم بيشة بنين وبنات من الافاضل ولا نزكي على الله احداً ، فكيف تغيب عنهم مسؤلية تحكيم النظام خصوصا في نقل الطلاب من والى مدارسهم او نقل المعلمين والمعلمات ليكونوا قريبين من اهاليهم .
البارحة الاولى كنت في بيشة ونقل لي معلمون ثقاة بأن بعض المدارس القريبة من مركز إدارة التعليم ينقصها معلمون وان رغم مرور نصف الفصل الدراسي هنالك مواد لاتدرس لأن هذه الشواغر تحجز للمعارف من القادمين الجدد .
على المسؤلين هنالك ان يدركوا ان عصر التوسل والتسول قد انتهى ، ونحن في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله حفظه الله ، الذي حارب الفساد بل طور مؤسسات القضاء لتكون في خدمة كل متضرر ضد كل من يخالف الأنظمة ويخطئ عمدا في تطبيقها ، وذلك ليأخذ كل مواطن حقه بما كفله له النظام ، فهل يضطر اولياء الامور للمقاضاة لضمان حقوقهم وتعويضهم عمّا لحق بهم من ضرر بسبب حرمانهم من حقوقهم التي كفلها لهم النظام ويسرتها لهم الدولة ؟ .. هذا وللحديث بقية.
جدة ـ ص ب ـ 8894
فاكس 6917993