إلى العلاقات العامة . بإمارة الباحة

• صالح المعيض

صالح المعيض

اليوم اجدني وللمرة الرابعة خلال (5) أعوام اعود مضطرا للكتابة عن العلاقات العامة بإمارة الباحة مستذكراً أنه قبل مايربو على (عشرين عاماً ) من الزمن كتبت مقالاً عن الباحة وماينتظرها من مستقبل باهر مع بداية تولي أميرها آنذاك / صاحب السمو الأمير محمد بن سعود وبعدها بفترة تشرفت بخطاب شكر وإيضاح من صاحب السمو الملكي الأمير / فيصل بن محمد بن سعود / نائب أمير المنطقة ، والذي كان ولازال على علاقة وطيدة بكل ما من شأنه خدمة منطقة الباحة ، والذي يأتي امتداداً لما كانوا يدعون وينادون به من الشفافية وطرح الأفكار البناءة والهادفة ، وكم من مرة وعبر وسائل الإعلام المختلفة ومجالسهم العامة والخاصة ، يدعون الجميع إلى المساهمة في البناء الفكري وخدمة المجتمع بصوت عالٍ ومسموع .
ثم جاء اليوم صاحب السمو الملكي الأمير مشاري بن سعود بن عبدالعزيز آل سعود ليواصل ذلك النهج ويدعو لأن يكون الجميع شركاء في التنمية كل من موقعه وقدرته،و كلنا يستذكر ومنذ فترة ليست ببعيدة كيف كنا نجد أن هنالك العديد من المثقفين يسهمون بآرائهم وأفكارهم في طرح كل مايثري ورش العمل ، التي هيأتها الإمارة لغرس الثقة وتوالد الأفكار برؤى مستقبلية خلاقة وبروح الفريق الواحد ، ولكن وللأسف الشديد تراجع دور العلاقات العامة بإمارة منطقة الباحة في السنوات الأخيرة دون الحد الأدنى المطلوب .
فالعلاقات العامة بإمارة الباحة ، اختصرت مهامها في خطب ود بعض رجال الأعمال الذين سرعان ما تراجعوا هم أيضاً، معطية ظهرها لرجال الثقافة والفكر والإعلام خصوصاً أولئك الذين هم خارج المنطقة وإذا غازلتهم غازلتهم على خجل ، فالمعلومات التي يجب أن ترى النور وتساعد المفكر على تناول شؤون وشجون المنطقة شبه محتكرة ، وإذا ظهرت للنور ظهرت لمؤلفات حصراً على بعض منسوبي العلاقات العامة ، من خلال إصدارت تحول جهد الجماعة إلى منجز شخصي ، يتسبب في حجب المعلومات ردحاً من الزمن ، ثم تملك صك الملكية الفكرية مالم يشار إلى إصدارت الأشخاص أنفسهم من قبل الآخرين ، بعكس ماكنا نشاهده فيما مضى من جهود جبارة يقوم بها الفرد ويجيرها لجهد الجماعة ، كما فعل المؤرخ / علي صالح السلوك شافاه الله وعافاه ، وهو خير شاهد حينما كان يكبد نفسه لإصدار معجم (25) عاماً حيث شد الرحال وتسلق الجبال وتعشم عناء الأودية والمناخ ، ليقدم للمجتمع منجزاً وأعقبه بمنجزات جيرها للجهود الجماعية ، أو كما لاحظ المتابعون آنذاك جهود الأستاذ / عبدالله الأفندي مدير عام الأندية الأدبية في وزارة الثقافة والإعلام حالياً والذي كان له بصمات تذكر فتشكر .
ثم أن العلاقات العامة بالإمارة اختصرت فعاليتها إن وجدت على من داخل مدينة الباحة وهذه أيضاً سلبية يجب معالجتها ، فالباحة تهم الكثير ممن هم خارجها سواء من أبنائها أو من غير هم ، فالكل أبناء كيان كبير شامخ بالجميع ، بالأمس وبعد مناشدة سمو أمير المنطقة الكل بالمساهمة في التنمية وطرح الأفكار تقدم مجموعة من أبناء المنطقة بمشروع فكري متواضع ليكون بادرة تحث الجميع على التجاوب مع دعوة سمو الأمير ومصارحته ، وتقدمت المجموعة بطلب لسمو الأمير مشاري لطلب تحديد موعد للمقابلة لكون معظم أفراد المجموعة من مناطق خارج الباحة ، وخلال ساعتين تلقت المجموعة اتصالاً من مكتب سموه يرحب بالجميع ويفيد بتحويل الطلب فوراً للعلاقات العامة ، ومرت الأيام سراعاً وحتى تاريخه ولم تتفضل العلاقات العامة بتحديد موعد اللقاء كما أمر سموه أو حتى مجرد اتصال ، لتعود بذلك إلى ممارسة نهجها السابق وكأن من يفد من خارج المنطقة قادم من كوكب آخر ، أو كأنه قادم لقطع الأرزاق وسلب الأضواء أو….أو …
لذلك على مسؤولي العلاقات العامة بالإمارة أن يدركوا عظم رسالتهم وأن سقفها لاحدود له وينطلق من الاتصال الصادق والتواصل البناء الهادف ، وكذلك تطوير وسائل الابتكار والاتصال ليكون الجميع شاهداً ومشاركاً في التنمية من جميع المناحي ، وكذلك الاتصال بالمناطق الأخرى والمشاركة في فعاليتها ، لكي تترجم بصدق اهتمام سمو أمير المنطقة وكل من يحب أن يرى جميع مناطق المملكة مناطق تنموية تسابق عقارب الساعة نحو مستقبل أكثر إشراقاً .. هذا وبالله التوفيق.
جدة ص ب ـ 8894 فاكس ـ 6917993

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *