إلى السعودية هل نقاضيكم مثلما تغرموننا

• صالح المعيض

صالح المعيض

بالعدد 19529من هذا الصحيفة الغراء وبالتحديد قبل اسبوعين كتبت هنا المقال الخمسين تقريبا عن الخطوط السعودية آمال وتطلعات وذلك تحت عنوان (السعودية لا ارض قطعت ولا خيل أبقت) وفي فترة وجيزة هي تلك المدة المشار اليها اعلاه اجدني أسير مواقف موجعة ومفجعة مع الخطوط السعودية وتعود بي الى مقال نشرته هنا قبل احد عشر عاما يتعلق بالخطوط السعودية هذا المرفق الحيوي والهام والتنبيه إلى خطورة الوضع مستقبلا في ظل هذه الإجراءات الأشبه بالارتجالية ولكن للأسف كنا ولازلنا كمن ينفخ في قربة مخرومة وذلك اثر إحصائية تحتوي على محصلة رقمية وذلك لمحطة جدة عن الفترة ـ التسعة الأشهر الأولى من عام 1999م لحركة العابرين والذين بلغ عددهم ( 5.161 ) مليون بعد أن بلغ عدد المتخلفين ( 2.170 ) مليون وقد استطاع حوالي ( 530) الف راكب من تأكيد حجوزات الانتظار ولاشك أن رقم المتخلفين يعد رقما مخيفا إذ يشكل مانسبته 30% من عدد الحاجزين أصلا ومانسبته ( 43% ) من مجمل المسافرين.
كنت اعتقد ان مرور احد عشر عام كفيلة بتقليص تلك السلبيات لكن للاسف مامررت به الأسبوع الماضي يؤكد أن الحال بكل شفافية ومرارة من سيئ الى أسوأ لم اعرف أنني يوما ذهبت للمطار بدون حجز مؤكد لكن يوم الأربعاء 14 -7-2010 م تلقيت خبر وفاة شقيقي الأكبر رحمه الله فاتصلت بالسعودية الساعة الثامنة صباحا تقريبا على أمل حجز ستة مقاعد او اي عدد متوفر فوجدت مقعداً سياحياً على الرحلة رقم (1744) جدة بيشة واخذت عائلتي الى المطار ولكن لم اجد أي مقعد حسب إفادة موظفي السعودية اعدت عائلتي وركبت الطائرة لأجد المفاجأة أكثر من (25 ) مقعداً خاليا فكانت الفاجعة الموجعة ليس من اجل فشلي في اركاب العائلة فحسب لكن حسرة على هذا المرفق الهام الذي فشل عن إيجاد إدارات تنسيقية مواكبة وقد أشهدت حينها ثلاثة من مضيفي الرحلة الذين لم يصدقوا أنهم أعادوا ركابا من المطار حاولت أن اركب عائلتي في رحلة الخميس اليوم التالي ففشلت عدا مقعد واحد وحينما ركب صاحب ذلك المقعد وجد أن هنالك مقاعد خالية.
أمر محزن آخر جلست في مقعد كانت المياة تتدفق من فتحات التكييف بشكل مخيف وحمدت الله ان هنالك مقاعد خالية وإلا كان وضعي لا احسد عليه ولا أدري حينها كيف سيتصرف مضيفو الرحلة.
حقا إنه لأمر مؤسف أن يصل حال الخطوط السعودية إلى هذه الحال وحقا أكثر حزنا أن لاتجد من يفك اسرار هذه السلبيات التي تتصاعد يوما بعد يوم وإلى متى ياترى يبقى الحال في تردٍ وهل يضطر المتضررون إلى التقاضي مثلما تطبق السعودية غرامتها بحقهم؟!
والحقيقة اننا سعداء بأن لايمر يوم دون أن نسمع أن هنالك جهوداً وخطوات وأفكاراً تدرس ومشاريع تطرح لكن تكون سعادتنا أكثر حينما نلمس نتاج تلك الجهود حية على أرض الواقع تترجم تلك الإمكانيات وتلك الجهود وأنها فعلا تصب في رفع مستوى جودة الأداء وما تحاورنا ونقاشاتنا وحتى وإن ارتفعت حرارتها إلا لكون السعودية كانت تعد من أوائل الخطوط العالمية تاريخا وإمكانيات وكم نتمنى القضاء على إسطوانة تبريراتها من إيراد جملة (الحرص على سلامة ركابها او أن الطقس لايسمح بالحمولة المقررة سلفا) وأعتقد أن هذه من المسلمات البديهية التي تضعها أية شركة نقل ضمن أولويات اهتماماتها لكنها لاتظل شماعة تعلق عليها أخطاء التأخير أو تحويل المسارات وخلو المقاعد لذلك وأن تكرار مثل تلك الأسطوانة فيه أكثر من دلالة سلبية قد ترسخ لدى البعض من أن السعودية تمتلك (سكراب) من الطائرات المنتهية وهذا عكس الواقع تماما فتطوير العنصر الإداري ليرقى إلى مستوى المواكبة والمحاسبة وليس (من رأى كمن سمع) لذلك يبقى التطوير من خلال الدراسات والبحوث الميدانية واستقصاء أراء المتابعين مطلبا ملحا و من أهم أسباب القضاء على مشكلة تخلف الركاب ومعالجة كافة جوانب القصور فالتنسيق يكاد يكون شبه معدوم هذا والله الموفق.
جدة: ص ب -8894 – فاكس -6917993

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *