(لا قيمة للنشاط المدرسي ولا يفيد الطلاب إطلاقا ويظل مضيعة للوقت والجهد على حساب العلم والتحصيل ويجب إلغاءه) هذا ما أبداه علنا أحد القادة التربويين في لقائهم السنوي بمدير عام التعليم في إحدى المناطق التعليمية !
ويذكر محدثي الذي كان حاضرا الاجتماع -قبل فترة- ومتحدثا عن جميع تفاصيله بأن القول حظي بشيء من التأييد من شخص أو اثنين من الحاضرين .

.لكن وجه الغرابة أن الأمر مضى طبيعيا حيث كانت ردة الفعل عادية بل باردة من المسؤولين الموجودين ، ليعلن أحدهم من على المنصة بأنهم لا يستطيعون فعل شيء أقرته الجهات العليا، لكنه يؤكد إلزامية التنفيذ طالما هو مقرر من قبل الوزارة ، وكأنه يبدي عدم القناعة أيضا.

ليضيف آخر بأن للنشاط . أهميته وأنه يحقق الكثير من الفوائد للطلاب . ليقف عند هذا الحد . ويقول كنت أتوقع أن يأخذ الحديث مسارا آخر وتثار عاصفة من التساؤلات وأن تكون هناك وقفات جادة مطولة عند هذه النقطة لمناقشتها بكافة أبعادها وأن يتبعها قرارات علاجية عاجلة.. وتصحيحية مطلوبة ، لأنه من الخطأ وجود قائد مدرسي لا يعترف بأهمية النشاط مهما كان .

فمن المستغرب أن يكون ذلك التربوي وأمثاله بهذه النظرة القاصرة ! فكيف يكون حال مدارسهم وطلابهم ؟ وكأن التربية والتعليم تتلخص في التلقين والتحفيظ والتسميع – مثلها مثل الكتاتيب – لا أقل ولا أكثر كما يعتقدون .

دون أن يدركوا أهمية النشاط المدرسي باعتباره رافدا من روافد العملية التعليمية التربوية بما تحمله من أهداف وقيم واتجاهات لبناء الشخصيات المتوازنة وإعداد الطلاب للحياة العامة إلى جانب الأهداف العديدة لتدريبهم على العمل اليدوي واستثمار الفراغ بما يلبي حاجاتهم ويثري ثقافتهم وينشط قدراتهم وتعويدهم كذلك على تحمل المسؤولية والاعتماد على النفس .

وتعزيز روح القيادة وتنمية المواهب وتعويدهم على التفكير الجماعيلتهيئتهم مستقبلا للعمل الجاد والتعاون المثمر والتفاعل الإيجابي والإنتاج والإبداع وتقوية الانتماء الوطني وهذا هو الدور المطلوب .

ولأن المسألة تتعلق بالجيل والمستقبل فإن الوقت يفرض اختيار قادة تربويين يستوعبون الأهداف ويسعون من أجل تحقيقها بكافة الطرق والوسائل بالتعاون مع فرق العمل من أعضاء الهيئات الفنية بالمدارس.

فالتحول الوطني الذي تسعى الدولة جادة لتحقيقه يتطلب وعياً أكبر وطموحاً أعلى وجهداً مضاعفاً للخروج من ربقة النمطية التقليدية إلى المرحلة الإبداعية بما تتطلبه الرؤية الحديثة للمملكة.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *