[COLOR=royalblue]عبد الناصر الكرت[/COLOR]

ما أن يجلس المشاهد العربي أمام شاشة التلفاز ليستمع للأخبار حتى يصاب بالصداع الشديد والآلام النفسية المرة لما يسمعه من مآس دامية وكوارث عظيمة تعيشها بعض أقطار عدة ، من قتل وحرق وتشريد وتدمير في حروب ضروس لا تبقي ولا تذر جاءت على الأخضر واليابس , طالت الأطفال والنساء والشيوخ دون رحمة أو هوادة .. استعملت فيها أبشع الأساليب وأسوأ أنواع الأسلحة بأيدي السفاحين الظلمة.
والمؤسفحقاً التعمية والتضليل الإعلامي , من بعض وسائل الإعلام التي تفتقر للمصداقية وتبتعد عن الشفافية وأبعد ما تكون عن الحيادية , فهي تنحاز لطرف واحد لتبرر ما يقوم به من جرائم في حق الآخرين لتعطيها صفة الشرعية وكأنه المظلوم الذي يعاني من التجاوزات والاعتداءات على حقوقه , فيما تشن حرباً قاسية ضد الطرف المظلوم فعلاً – أمام العالم أجمع – المسلوبة حقوقه المغلوب على أمره , دون أن تدرك أنها بهذا التعاطي والتلفيق تفتقر للمهنية والمنهجية لتتحول إلى أداة سياسية خرقاء يطوعها المستفيدون متى يريدون وكيفما يشاءون ! حيث تنسب الجرائم لغير أصحابها وتشنع عليهم بكل الألقاب والصفات السلبية بأنهم قتلة مجرمون .. فيما تخلع أجمل التسميات وأفضل الصفات على المجرمين الحقيقيين ، وجرائمهم لم تعد تتوارى في الخفاء كما كانت تفعل من قبل بل تقف الآن تحت وهج الشمس متحدية إرادة كل الشعوب.
وبهذا التضليل يستمر الطغاة في غيهم ليمارسوا غلوائهم ويستمرئون صلفهم ويزداد سعارهم بتنويع طرائق التعذيب والقتل والإبادة بدم بارد . ولعل ما رآه العالم من مآس تدمي القلوب يجعلنا نستغرب أن يقف من يملك ذرة من الإنسانية مع الذي استباح الدم مستخدمًا كافة أنواع الأسلحة الفتاكة من طائرات وصواريخ وأدوات قتل عسكرية اعتيادية وغير اعتيادية كالبراميل الحارقة والأسلحة المحرمة دولياً التي لا تستهدف المحاربين فقط بل تستهدف المكان بكامل مساحته ومن عليه من السكان صغاراً وكباراً رجالاً ونساء على حد سواء شاهدهم الكثيرون عبر المحطات العالمية وهم يتساقطون بالمئات . بينما نجد إعلاماً تافهاً ينسب الفعل الحقير والجريمة النكراء إلى غير من قام بها وكأن الناس لم تعد تعرف المجرم الحقيقي وما هي أساليبه في الإجرام . لكن الليل لن يطول وستحقق بإذن الله إرادة الأحرار وعلى الباغي تدور الدوائر.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *