إعلام مسئول ..
اعلام المرحلة في الدولة الوطنية .. يحتاج ان يكون نوعيا، على خلاف الحال السائدة اليوم، “ردة الفعل” انت لا تريد اعلاما متزنا بحكم التاريخ والجغرافيا والمكانة ان يتخلى عن حنكته ومبادئه وموقعه (اذا سلمنا بوجود تأثير له) في اطار سعار سياسي تمر به الامة، قبل المنطقة في واحدة من اعجب مراحلها السياسية، من أجل مواجهة الواقع داخليا لجهة سرعة التأثير في اجزاء من بعض مكوناته الرئيسة، نتيجة غراس سابق أوغل في تمجيد نفسه حتى ضاق بالراي عموما قبل ان يضيق بالآخر نفسه، اهملنا فيه امعان التطرف في جسد التكوين، بالثبات على مدرسة النقل والتلقين واهمال العقل، حتى تنامت ضبابية الفكر وانتشار المتخاصمين مع المجتمع بكافة تنوعاته، هل الاعلام المحلي قادر على تجاوز المرحلة؟.
يستطيع بكل مهنية واحترافية ممكنة، شرط ان يتقبل المجتمع التطورات المنهجية وفي امنياته اولا الوطن حاضره ومستقبله!
اعلامنا في المواجهة الخارجية مع خصوم ليسوا امناء او نبلاء في التعاطي مع أي شيء يصدر عن الوطن باعتبار انه يفقدهم اتزانهم امام الاتباع والمريدين، اضافة الى تعظيم خسائرهم المعنوية والمادية، بعض الاعلام المأجور لم يدرك بعد ان وثائق ويكليكس فضحت معادلة الاسماء والمناصب والهبات والمخصصات الشهرية، واننا في مرحلة تجديد شاملة، نسعى الى ان تكون مؤثرة، حتى نستطيع مواجهة المرحلة الراهنة بشيء من التعقل لأن انجرافنا يعني استمرار خسائرنا على مستوى الجماهير العربية والأسلامية، ندرك ان التطورات الميدانية في اليمن افقدت الاعلام الايراني (أصالة ووكالة) اتزانه، اضافة الى تسارع الخطى في سورية مع التدخل الروسي اسهم في تعزيز موقف الاعلام الايراني ولو مؤقتا، خصوصا وهو يدرك اننا فقدنا العراق نهائيا، والشعوب العربية لم تعد تطيق فقدانا آخر، وبالتالي هو يوغل في الخصومة على رغم الرد الدبلوماسي البحريني واليمني المعلن، ومخاوفه من اعلان “غير دبلوماسي” لنتائج تحقيقات حادث الحج الماضي، وهو يدرك ان المملكة دائما مع عقلانية الطرح والتناول لأسباب جوهرية في اطار الحرص على علاقاتها بالآخرين، على رغم جنوحهم، نعم نرفض السعار السياسي، ولا نستخدم لافتات سياسية في الشعائر، واداء المناسك، ونعمل على التوافق مع مسلمي العالم، على رغم معاناتنا مع بعض اهلنا الذين يريدون فرض رؤيتهم الدينية، ونحرص على سلامة ضيوف الرحمن على أراضينا بكل ما أوتينا من جلد وصبر على المكاره، وسوف نبقي التوازن حرصا على سلامة الحج.
اعلام الخارج عجول في الشماتة، وبعض اعلام الداخل بدون مسئولية مهنية.
إعلام الحج ! واعلام حادثة منى المحلي .. يحتاجان الى اعادة نظر بصورة وطنية مسئولة؟!
على قناة العربية يقول المذيع اللاجئين من عرفات الى مزدلفة على القناة الاولى وننقل الميكرفون الى زميل آخر في صعيد عرفات الطاهر.
نحن نحتاج استراتيجية تراعي المرحلة بكل تفاصيلها وتداعياتها، نوظفها لخدمة الوطن من خلال اسلوب علمي/منهجي معطيات التعثر والتوتر والاحتقان موجودة دون الحاجة الى الاشارة اليها، اذن لنحاول مع المعطيات، الديمومة الوطنية بشكلها الراهن مع بعض التعديلات مطلوبة اليوم أكثر من ذي قبل لنذهب مثلاً الى الدولة الوطنية حاجاتها احتياجاتها الأنية والمستقبلية.
التصنيف:
فعلا.. المرحلة تتطلب اعلام مسئول
اوافق سعادتكم في جميع ما تم التطرق اليه في المقاله
تحياتي
أ.د. عبدالعزيز بن عبدالرحيم وزان
الأستاذ والمستشار الرائع / عمر جستينية ..
السلام عليكم ,,
مقال رائع جداً فيها من الوطنية والعقلانية والمهنية وشخصت الداء ووصفت الدواء ..
كثر الله من أمثالك الغيورين والمعتدلين سياسياً ودينياً ..
تحياتي ,,
هاني علي النجيدي