[COLOR=blue][ALIGN=LEFT]علي محمد الحسون[/ALIGN][/COLOR]

** كان الحوار متشعباً بين بعض المهتمين بالشأن الثقافي وبالذات عن القصة القصيرة واختفاء وهجها بعد أن كانت سيدة – الموائد – الثقافية وهو ما جعلني أعود إلى بدايات هذا الشكل من القص فقد شغلت القصة القصيرة منذ ظهورها على المسرح الأدبي كجنس له مقوماته في عالم الأدب كل المهتمين بهذا النوع والقصة القصيرة بدأت في الظهور في بداية القرن العشرين . ومع هذا استطاعت أن تخترق الكثير من المتاريس وتأخذ موقعها كمصدر تعبيري .. يغوص في حياة الإنسان .. ويعطيها وضوحاً قد تعجز عنه بقية الأجناس الأدبية عن تصويره..
ونحن نعرف أن القصة القصيرة .. أخذت أدواراً كثيرة ومتباينة .. كأسلوب .. وتكنيك.. له أسسه .. ومميزاته.. حتى وصلت إلى ما وصلت إليه من شكل تناولي له ابعاده في تناول قضايا الانسان اليومية .. والغوص في أعماقه والبحث عن مآسيه .. وإبرازها .. ولعل واحد \”كجوجول\” وهو الذي يعتبره مؤرخو الأدب العالمي .. أباً للقصة القصيرة الحديثة.. لأنه اتبع مقاييس بسيطة هي الالتصاق بالواقع .. بعيداً عن الأساطير والخرافات .. التي كان ينهي عنها \”لأنه يؤمن بحياة الناس العاديين والشعبيين منهم خاصة .. سواء منهم الغني أو الفقير .. المغامرون أو المحدودون المحاصرون الحسنو الخلق والسيئو الخلق البليدون أو كثيروا الحركة والهياج لأنهم الذين يكونون عرق المادة التي يحتاج إليها الكاتب في بحثه أو في عمله\”.
هذا ما يقوله جوجول.. وهو في هذا التنظير يعطي مفهوماً واضحاً لأدوات وعناصر القاص .. التي يجب عليه أن يعتمد عليها .. فالجنوح نحو الخرافة وتوظيفها كهدف في حد ذاته أمر لا يجب أن يكون .. وهذا ما يسوقنا إلى سؤال يردده البعض هذه الأيام .. باستمرار هو:
هل القصة القصيرة الآن وفي أغلب ما نقرأ تحتوي على مضمون؟ وللإجابة على هذا التساؤل .. نطرح سؤالاً .. هو :
هل هناك شيء في الحياة على جميع صورها وإشكالها لايحتوي على مضمون .. الإجابة على ذلك تجعلنا نقول المضمون في كل شيء وفي القصة القصيرة بالذات حيث أصبح قضية كبرى الآن .. ومع إعترافي بقيمة المضمون .. أقول إن المضمون لا يفقد من أي عمل سواء كان قصة أو أي شكل من اجناس الأدب .. فالقصة التي تتحدث عن اللاشيء.. أستطيع أن أعتبر ذلك مضموناً يعني أن نبحث خلف الأسباب التي أوجدت هذا الفراغ – المضموني – في صلب القصة .. إذن في هذه الحالة .. وهي حالة البحث عن الأسباب أوجدنا مضموناً طرحته القصة .. من خلال خلوها من المضمون للقضية وهو أمر واضح .. من هنا أرى أن المضمون شيء اساسي – في كل شيء حتى لو لم يتضمن قضية واضحة بذاتها فهناك من يكتب القصة للقصة ذاتها .. بلا هدف يعنيه من خلف ذلك وهذا ما ينطبق على ما كتبه \”ادجار آلن بو\” ومنهجه أو أسلوبه في تناول القصة .. وادجار آلن بو هذا له عالمه الخاص.. ومكانته الرفيعة في عالم القصة .. وأحد روادها فهو الذي يقول في تعريفه للقصة القصيرة .. إن القصة القصيرة عمل روائي نثري يستدعي لقراءته المستأنية نصف ساعة أو ساعتين \”فالمضمون في القصة القصيرة أمر غير غائب عنها.
فقط هناك فوارق في قيمة المضمون .. تبعاً لالتصاقه بالواقع أو بعده عنه لأن القصة القصيرة وهي لحظة فلاش تعطي أكبر قدر ممكن من الصور الحياتية ضمن إطار محصور من الكلمات لهذا فلابد أن يأتي تناولها محبوكاً .. وله وقع سريع.
والقصة القصيرة ليس من الضروري أيضا أن تكون لها بداية و نهاية ووسط هذا ما يقوله \”تشيخوف\” صاحب قصة الحرباء – وفانكا – والألم- وغيرها من القصص القصيرة التي كتبها . وصور فيها الكثير من جوانب الحياة لنا عودة للموضوع .

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *