الحنين للماضى هو الشعور القاسى الذى لا يمكن أن تسيطر عليه مهما فعلت

أعترف أن الذكريات والحنين والشوق الجارف للماضى يقتلنى يوماً بعد يوم

كم إشتقت لنفسى القديمة

إشتقت لأيام الطفولة حينما كان أكبر همومى هو كيفية الحصول على بعض الأموال من جدى أو والدى رحمهم الله لشراء بعض الحلوى والألعاب

لم يكن فى الحسبان أن يأتى يوم وأتبع كلمة أبى بـ “رحمه الله”

كم هى مؤلمة تلك الكلمة لا أحد يشعر بها سوى من مر بكل تفاصيلها

إشتقت لصديقات الدراسة ، حيث كان أكبر همومنا هو الإنتهاء من الواجبات المدرسية

وأتذكر أيام الثانوية عندما كانت تتشاجر الصديقات على الجلوس بجوارى لتبادل الأحاديث الجانبية

بعيداً عن المادة التى نتلقاها لتنطلق ضحكاتنا وتفضح “النميمة” التى نقوم بها فى الخفاء

مرت الأيام سريعاً وكأن السعادة تُحسب بالدقيقة عكس الحزن الذى يأخذ من الوقت كله ، يأخذ حقه ويتبعنا كما لو كان ظلنا

إشتقت إلى الحب القديم ، الحب الذى لا يموت ، أول وأخر حب فى حياتى حبى العميق الصادق لأبى

أتذكر تفاصيل الحياة معه ، كم كانت دافئة حنونة بها الكثير من الأمان

أتذكر عندما كنت صغيرة كنت أركض فرحاً بقدوم أبى فأرتمى بين أحضانه الدافئة ، كان الأحساس بالأمان كبير لا يضاهيه أى إحساس

إختلفت الأحداث ، رحل أبى وجدى وجدتى ، كبرنا قبل الأوان ، رحلت أيام السعادة الحقيقية رحلت راحة البال

أشتاق لنفسى القديمة كثيراً ولكل تفاصيلها

كل الأحداث ، الأشخاص ، الذكريات التى لا تُنسى ، حتى الإبتسامة التى كانت تعلوا الوجوه إختلفت بإختلاف الوقت

أتمنى لو يسخر البشر قدراتهم فى إيقاع الضرر بالأخرين فى الخير أو إختراع آلة العودة بالزمن للوراء ، حتى أعود لزمن جميل لا يعرف الحقد أو العنف أو الحزن

أريد العودة لهذا الزمن ولا أرجع منه مرة أخرى حتى أشعر أننى على قيد الحياة بالفعل ، فالحياة الأن ما هى إلا ساعات تمر علىّ كالأموات على قيد الحياة

كم إشتقت إليكِ يا نفسى …

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *