إسرائيل اختارت الاحتلال ورفضت السلام

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]فدوى البرغوثي[/COLOR][/ALIGN]

انتهت الانتخابات الإسرائيلية بتكليف نتنياهو بتشكيل الحكومة الجديدة، ونتنياهو غني عن التعريف باعتباره رمزاً للإحتلال والإستيطان والتطرف ورفض السلام الحقيقي مع الفلسطينيين. بغض النظر عن شركاءه في الائتلاف القادم فإن حكومة نتنياهو ستعبّر عن نهجه وبرنامجه وسلوكه المعتاد بالدرجة الأولى حتى وإن قدم تنازلات تكتيكية هنا أو هناك وخاصة في قضايا داخلية اجتماعية واقتصادية شغلت إهتمام الرأي العام الإسرائيلي خلال الانتخابات.باختصار، وبغض النظر عن التحليلات والتفاصيل حول نتائج تلك الانتخابات، يمكن القول إن إسرائيل اختارت وبأغلبية كبيرة الإحتلال والإستيطان واستمرار الصراع، وبذلك تكون قد أطلقت الرصاصة الأخيرة على \”عملية السلام\” وبهذا لن يكون أمام الفلسطينيين سوى الإستعداد للمقاومة الشاملة بعيداً عن تسويق الأوهام التي إعتمدها البعض.
والسؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا غاب الصراع وعملية السلام المزعومة والإحتلال والإستيطان عن ساحة الإنتخابات في إسرائيل بينما احتلت فئة \” الكوتينج\” ( اللبنة) حيزاً أكبر منها؟
الجواب واضح وصريح لمن لا يريد خداع الذات ومواصلة التمسك بالأوهام، ففي ظل الأمن الشامل الذي يتمتع به الاحتلال والاستيطان والتهويد بشكل غير مسبوق في تاريخ الصراع وفي ظل ازدهار حركة الاستيطان وإدعاء حالة التعايش مع السلطة الوطنية فإن إسرائيل لا تشعر إطلاقاً بالحاجة إلى سلام حقيقي، خاصة ان مفهومها للسلام هو الأمن.حالة الأمن والاستقرار والإزدهار اتي يتمتع بها الإحتلال الإسرائيلي في السنوات الأخيرة لم تحدث منذ حرب حزيران عام 1967، وقد وصف تقريرً للشاباك صدر مؤخراً أن \”عام 2012 لم يشهد مقتل أي إسرائيلي واحد ( في الضفة الغربية) منذ عام 1973 .
صوتت إسرائيل بأغلبية كبيرة ضد السلام، ولم يطرح أي حزب ذو وزن في اسرائيل قضية السلام أبداً ولم يشعر الإسرائيلي بأي حاجة ملحة للمفاوضات التي تقود لسلام حقيقي طالما يشعر كل إسرائيلي بتوفر الأمن له، الأمر الذي لم يتوفر لمستعمر في التاريخ.لقد جرب الفلسطينيون المفاوضات طوال عقدين من الزمن ولم يحصدوا سوى مزيد من الإحتلال والإستيطان والتهويد والاغتيال والاعتقال وهدم البيوت ومصادرة الأرض والعدوان الدائم، وثبت أن الرهان على عكازة المفاوضات الهشة هو رهان مأساوي ومدمِّر، ومن المؤسف أن أصحاب هذا النهج الذين رفضوا نهج المقاومة والإنتفاضة لم يعترفوا بفشلهم حتى الآن ويواصلون بيع الأوهام والرهان على خيارهم التفاوضيّ بأي ثمن رغم انه لم يقد سوى لنتيجة واحدة هي فك الحصار وإنهاء العزلة الدولية عن حكومة الاحتلال.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *