إستهزاء الرجال بيمين الطلاق

نيفين عباس

الطلاق أمر مؤلم يقع عندما يصل الزوج والزوجة إلى طريق مسدود، ويقوم الرجل على إثر الخلافات بتطليق زوجته بعبارة “أنتِ طالق” ويبدأ كلٍ منهما فى المضى قدماً امام حياة لا يعرف تفاصيلها بعد

لكن إنتشر هذه الفترة طريقة غريبة على المجتمع وأصبحت كلمة “طالق” كلمة سهلة جداً لدرجة أن وصل الإستهتار بها إلى الحد الذى يجعل الرجل يحلف بالطلاق على زوجته حتى يجعل صديقه يلبى دعوته على العشاء أو أنه يدفع هو الحساب بدلاً منه أصبحت كلمة “علىّ الطلاق” من السهل جداً قولها وفى الحقيقة لم أفهم سبب إقحام الزوجة فى الحديث

لماذا يستهتر الرجل بهذه الكلمة وكأنها سهلة ؟ قديماً كنت أسمع من جدتى رحمها الله أن الرجل عندما يصل إلى تطليق زوجته كان عيناه تفيض بالدموع لأنه لا يستطيع قول هذه الكلمة التى يعتبرها تعتصر قلبه وتؤلمه فماذا حدث لنا هذه الأيام، ما الذى تغير؟ حتى إن نظرنا حولنا سنجد أن الطلاق إرتفع بنسبة كبيرة جداً بسبب الإستهتار بالحياة الزوجية وبمشاعر الأخرين عزيزى الرجل، هل فكرت ولو للحظة لو أن الأمر كان مثلاً بيد الزوجة وشاهدتها تستهر بك وبمشاعرك وترهن حياتكم الزوجية على موافقة صديقتها لتتقبل دعوة العشاء أو غيرها من الأمور التافهة هل ستتقبل الأمر أم ستشعر أنك لا تفرق مع زوجتك وأنها لا تقدرك بالقدر الذى يجعلها تعتز بحياتكم الزوجية ولا تقحمها فى كل المواقف، أصبحت اللغة السائدة سطحية للغاية ولا يدرك الذين يستخدمون هذه الكلمات أنها ليست ما ستجعلهم أقوياء أو مسيطرين أو مسؤولين، المسؤولية الحقيقية تقع فى تقديرك لأسرتك وعائلتك لا فى إهانتهم والحلفان بالطلاق فى كل موقف، يجب أن تغير هذه اللهجة ولا تستخدمها لأن ليس كل مرة ستنجوا منها فمن الممكن أن تكون لحظة تحدى مع أحد الأصدقاء تفقدك عائلتك ومنزلك وإستقرارك لذلك يجب أن تتغير وتتعامل بشكل ناضج وليس من الرقى أو الصحيح أن تحلف على زوجتك بالطلاق لمجرد أن تكسب موقف مع صديق أو تدفع أنت فاتورة الحساب رجاء ترفع عن هذا الأمر وإعلم أن كسب قلب زوجتك أهم كثيراً من كسب موقف مع صديقك

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *