[ALIGN=LEFT][COLOR=blue] سيد محمود عبد القادر[/COLOR][/ALIGN]

لا شك أن ما تتعرض له الأمة العربية اليوم أشد خطورة من كل الاخطار التي تعرضت لها على مدار التاريخ ذلك ان كل الدول العربية احتفلت لفترات طويلة وخرج الاستعمار وبقي العرب، وبقيت اللغة العربية وبقي الدين.
صحيح أن الاستعمار فرق الأرض العربية وقطعها قبل أن يرحل لكنه لم يستطع أن يقضي على الهوية لم يستطع ان يقضي على آمال واحلام الشعوب العربية في ان تتحد يوما ما، لم يستطع ان يقضي على العقيدة.
ولكن للأسف الشديد بعد ان ملكنا امورنا نخرج من التاريخ بارادتنا… نحن نقضي على هويتنا بأيدينا الانفلات والتسيب أصبح حضارة .. التمسك بالدين أصبح تزمتًا وارهابا، حلت اللغات الاجنبية مكان اللغة العربية حتى في بيوتنا.
وياليت الامر وقف عند هذا الحد، ولكن ما يحدث من تقطيع لأوصال الامة امر خطير ينذر بفنائها، فبعد »سايكس – بيكو « يجري الآن تمزيق الممزق فالعراق يجرى تقسيمها ومشكلة الصحراء في دول المغرب العربي أشعلت المشكلات بين المغرب والجزائر وتونس وليبيا وتشاد وزيادة الاشتعال مؤجل لما بعد تمزيق السودان.الصومال ارض بلا دولة ولا قانون والقتل والتشريد والجوع والمرض يمزق الصومال، والسودان منذ عقود تدخلت الاصابع الصهيونية لتمزيقه المؤامرة تجرى على قدم وساق ويبدو أن الغرب مل من طول الانتظار فأراد اشعال السودان وإعطاء الشرعية إلى المتمردين لإغراق السودان في الفوضى حتى ينتهي الامر بتقسيم السودان بقرارات تسمى دولية دون السماح للشعب السوداني بتقرير مصير بلده، فأصدرت ما تسمى بمحكمة الجنايات الدولية مذكرة بتوقيف الرئيس البشير لمحاكمته، وليس من أجل البشير لكن من اجل مستقبل هذه الامة، أنادى: أفيقوا يا عرب فالامر ليس البشير والأمر أيضًا ليس مجرد السودان، بل هي حبة من حبات العقد الذي ينفرط ولن نستطيع تجميعه بعد انفراط حباته.
تمزيق السودان جزء من مخطط الشرق الاوسط الكبير والذي بموجبه تصبح المنطقة تحت سيادة الصهاينة، وتصبح كل الثروات العربية تحت السيطرة الأميركية.
أفيقوا يا عرب فبعد السودان مصر، بعد السيطرة على منابع النيل سوف يتم الضغط على مصر الذي يخطط منذ زمن لتقسيمها إلى ثلاث دول نوبية في الجنوب تمتد من شمال السودان إلى جنوب مصر، ودولة مسيحية في صعيد مصر ودولة للمسلمين في شمال مصر تكون محاصرة بدولة يهودية في الشمال ومسيحية في الجنوب، وهذا ليس تصورًا ولكن هذه الخطط تم وضعها في مركز الدراسات الاستراتيجية في تل أبيب عام 1982.الأمر ليس عمر البشير ولكن الامر امر امة تفرط في كل شيء، أمة تستسلم لقاتلها ولا تقاوم، ولكن هل نستطيع ان نفعل شيئاً؟
نعم.. نعم نستطيع اذا أردنا، نحن لا نستعمل ما نملك من اوراق ضغط كثيرة نملكها، فنحن نملك اهم الثروات التي لا يستطيع العالم العيش من دونها أنا لا اقول اقطعوا البترول ولكن استعملوه ورقة ضغط، لا بد ايضا من توحيد الرأي في جميع المنظمات الدولية قولوا جميعا نحن لا نوافق على توقيف البشير لا تطلبوا تأجيل المحاكمة بل إلغاء القرار الصادر بها.. هددوا بتجميد العضوية في الامم المتحدة… اتخذوا مواقف وأبلغوهم برفضكم القرار، افعلوا كل شيء ولا لن يكون البشير آخر حاكم عربي يصدر قرار بمحاكمته ولن تكون السودان آخر دولة يجرى تمزيقها.

الوسط الكويتية

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *