[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]علي محمد الحسون[/COLOR][/ALIGN]

كان يوماً مشهوداً له عندما كان في السادسة من عمره عندما وجد نفسه فجأة امام حشد من الناس متحلقين في برحة باب المصري الشهير بدكاكينه وانواع ما يقدم به من سلع ابتداءً من بائعات البيض الى بائعي الجبنة والزيتون والخبز والشريك وانواع الحبوب والعطارين والمنجدين وبائعي السمن وغيرها من ما يحتاج اليه الناس: كان ممسكاً بيد والده عندما لمح على القرب مجموعة من اصحاب المشالح وبيدهم شيء كأنه صندوق وشيء وكأنه ألواح سوداء عندها اخذ احدهم يقرأ من ورقة في يده كلاماً طويلا لم يعلق في ذاكرته منه الا بعض الكلمات.
ان هذه ادوات إبليس لقد تم القاء القبض عليها ونحن نقوم بحرقها واشعلت النار في الصندوق الاحمر وتلك الالواح السوداء ليعرف بعد ذلك ان ذلك الصندوق ما هو الا جهاز \”للطرب\” يقال له شنطة وان تلك الالواح ما هي الا اسطوانات للطرب.
لتمضي الايام وتعقبها الشهور والسنين لنرى ادوات الطرب احد عناصر التقدم وان الامر تخطى هذه المرحلة لنشاهد هؤلاء الفنانين والفنانات داخل بيوتنا وبهذا الشكل الطاغي من الحضور الذي يصل احياناً الى حد الاستفزاز غير المقبول أو حتى المعقول:
ماذا حدث بين الامس واليوم؟ قطعاً حدثت اشياء كثيرة وتدفقت مياه كثيرة تحت الجسر.
ان نظرة الى الخلف سوف تعطيك اقتناعاً بان الماضي بقدر ما يكون شحيحاً في افكاره تكون ردة الفعل شاسعة في معاكسته يحدث هذا دائماً: وتلك دعوة الى الوسطية في كل شيء لتكون النهايات معقولة ومقدوراً عليها.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *