إحذروا (اللكمة) السعودية..!

• تماضر اليامي

اتركوا الكاراتيه والتايكواندو والكونفو والجودو والسومو وجميع فنون القتال الآسيوية والعالمية العتيقة جانباً.. بل إرموها خلفكم مع ما رميتم في مزبلة التاريخ – التي وإن كانت مزبلة فلا يزال فيها تاريخ، ولا حاضر ولا مستقبل بدون تاريخ- وتعالوا أحدثكم عن الحاضر.. بل عن المستقبل: اللكمة السعودية.. وما أدراك ما اللكمة السعودية.
بعيدا عن أفلام بوليوود وأبطالها الخارقين وحتى أفلام هوليوود وأبطالها الأقرب لبني الإنسان، هل سمعتم عن بارع في فنون القتال التاريخية تمكن ببراعته القتالية وحدها بمعزل عن السلاح من الفرار من الأمن بعد أو وقع في قبضتهم على أرض الواقع؟ أنا شخصياً لم أسمع، ولم أتوقَع أن أسمع خبراً شبيهاً يأتينا من خارج الحدود.. فما بالكم بداخلها ومن مواطنيها ومن النصف الأقل حظاً فيهم. أي بهجة هذه التي يأتي بها خبر سرقة وفرار السَارق.. إنها بهجة مسروقة، أنعم بها سرقة..!
نعم لقد تمكَنت امرأة سعودية _”قاصرة” في نظر الأنظمة، “ناقص عقلها ودينها” في نظر الرجال، “ضعيفة أو مستضعفة” في نظر نفسها- من الفرار بما سرقته من السوق المغلق على مرأى من موظفي المحل “الرجال” بعد أن صرخت بهم مهددة إياهم بإستدعاء الهيئة، وما لبثت أن وقعت في قبضة يد “رجال” أمن المجمع ولكنها أفلتت منهم كذلك بعد أن لكمتهم اللكمة السعودية الخارقة واستقلَت سيارتها فارَة من موقع الجريمة النَكراء حيث حاولت دوريات الشرطة اللحاق بها لكن بدون جدوى. لم يتمكن كل هؤلاء الرجال من أخذ حتى أكياس البضائع المسروقة منها.
لطالما قرأت أخبار السرقات، ولكن هذا الخبر تميَز بإمتياز فقد أذهلني وأضحكني حد الوجع.. فإما أن المرأة التي لا يثقون بأنَها تستطيع أن تخطو خطوة أو تتَخذ قراراً مهما كان بسيطاً وشخصيَاً بدون حضور محرمها وموافقته.. والتي لا يثقون بقدرتها على قيادة سيارتها ومقاومة الذئاب البشريَة التي تنتظرها إن فعلت.. وهي نفسها التي لا وازع ولا رادع لديها إلا بمراقبة ومحاسبة ولي أمرها ولذلك لزم مرافقته لها في طلب علمها وتصريحه لسفرها.. إما أنها لا تعلم أنَها لديها لكمة خارقة تسقط بها شنبات المشنبين، أو أن تلك السارقة تحديداً هي المرأة الحديدية – أنثى جونقار-.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *