[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]د. رؤوفة حسن [/COLOR][/ALIGN]

فجأة خلت شوارع صنعاء التجارية من المشاة الرجال ولم يبق سوى النساء. انطلقت الاتصالات بين الصديقات وبعضهن، كي يحضرن للتسوق دون مزعجين معتادين من المارة الشباب الذين ليس لديهم عمل سوى المرور في الشوارع واستعراض السيارات او الملابس الشبابية أو كلمات الغزل المبتذلة.ما الذي حدث؟ هل قرروا على حين غرة الانخراط في صفوف مخزني القات والجلوس في المقايل والبيوت. كان السؤال محيرا، ولم يزُل العجب إلا عندما انتهت المباراة الأولى الافتتاحية بين فريق كرة القدم لجنوب افريقيا، الدولة المضيفة، والفريق المنافس له في المباراة. قالت النساء وخاصة الشابات منهن، إن جنون كرة القدم هو انجذاب رجالي رغم الحالات النسائية المستثناة القليلة. وأكدت المطلعات بأن حالهن هو حال كل الرجال وخاصة الشباب منهم في أي مكان.
المهم أن الشوارع صارت ملكاً لهن، لفترة قصيرة لكنها كافية للشعور بالراحة والحركة التلقائية الطبيعية دون مضايقات.
مواسم النساء:
الصيف مشكلة كبيرة بالنسبة للنساء، الشابات اليانعات والأمهات خلال فترة عطلة أطفالهن من المدراس. تمتلئ الحدائق بالنساء، وكثير منها يوفر اياما خاصة لهن مع اطفالهن، لكن الشوارع ليست ملكا لأحد لذا تكون الحركة في الشوارع التجارية صعبة وتزداد صعوبة أمام المحلات التي تتوفر فيها احتياجات الفتيات والشباب.تذهب الأمهات الى الأسواق مع أطفالهن كوسيلة لشغل أوقاتهم في العطلة التي لا تنتهي. وبينما تنحسر حركة النساء من الشوارع بعد التاسعة مساء فإن الأطفال ينتهون الى مواجهة المربي الذي يضيع الوقت ويخضع نادراً لإشراف الوالدين وهو التلفزيون . إذا لم يكن التلفاز حلاً لمن هم أكبر قليلا فالحل هو هذه الآلات الصغيرة العجيبة التي تترواح وظائفها من جهاز هاتف الى جهاز تصفح في الانترنت وسلسلة من الألعاب التي لا تنتهي والتي تتركز فيها حدقة العين على زاوية صغيرة من شاشة دون حركة ودون انطلاقة تتناسب مع العمر الجميل.فالسوق والتسوق هو بالإضافة الى الحدائق يعني حركة وخروج للأمهات والأطفال. وموسم لعبة كرة القدم فرصة ليصبح مناسبا لموسم تفريغ الشوارع للنساء. لكن صنعاء تملك في عاداتها وتقاليدها مواسم أخرى للنساء وهي ليالي رمضان.
فعلى عكس كل أيام السنة التي يكون خروج النساء دائما مرتبطا بضوء النهار عدا قليل منهن لقليل من الليل، فإنه في شهر رمضان يصبح شهرا تخرج فيه النساء متى شئن في الليل حتى موعد السحور.وكل مدينة يمنية لها طابعها ونظامها، فالمدن الساحلية يكون لصيفها علاقة أخرى مع النساء، فالحرارة الشديدة لا تسمح بالخروج الصباحى وبالتالي تكون الأمسيات الصيفية هي المخرج لتبادل الزيارات والتسوق والجلوس لاستنشاق نسمة باردة شاردة على شواطئ البحر أو المحيط.كل عام والقصص نفسها مع تزايد عدد الأطفال وتحميل الآباء والآمهات المسؤولية كاملة والعطلة تنتهي بصعوبة شديدة.
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *