أْدعيَاء الكتابة المخملية

• محمد حامد الجحدلي

لم تُعد الكتابة كما كان بريقها منذ قِدَمْ الأيام ، لِمَا طرأ عليها من إيقاع مختلف في المتغير الثقافي الراهن ، فأخذت مُنْحَنَى يراه رواد الأدب ضربًا من الخيال ، ويصفه رجال الفكر أنه أشبه بالسَّرابْ يحسبه الظمآن ماء ، ذلك جزء لمشهد واقع الثقافة والكتابة اليوم .
فالكتابة بمحتواها الفكري وأبعادها الأساسية ، وأسسها في معالجة الكثير من أوجه الطرح ، لتلامس الكثير من المستجدات اليومية ، في ترقُّب من المتلقي لمجمل القضايا الأكثر أهمية ، ففي عالم اليوم أصبح من الممكن أن تتبنى مشروعًا ثقافيًا ، يساهم في خدمة شريحة كبيرة تنتظره منذ زمن بعيد.
لتَكُون المفاجأة مدوية وربما كوراثية لاستبعادها ملاءمة ذلك المشروع الثقافي لواقع المجتمع ، والجدوى من إمكانية إضافة جديدة للمثقف ، كمؤشر يمكنه تحقيق التوافق بين عنصري العرض والطلب ، دون الخوض في التفاصيل قد تكون بعيدة عن الجوانب الحياتية.
وفي كافة الأحوال فأساليب الحوار مفتوحة لتداول الرأي ، والوصول لنتائج مشجعة تؤكد بُعد الكتابة عن الإثارة الجدلية ، التي غالبًا ما يتباهى بها أدعياء الكتابة المخملية ، وأعمدة الرشاقة وكلام ما بين الأقواس وظلال الحروف ، لتأتي من خارج السياق المتعارف عليه ، التي قطعت شوطا طويلا وصولا لرؤية قاصرة .
كان همَّهَا الأول والأخير يتمحور حول لغة الفضول الأكثر تكرارًا ، وبأنها تمتلك رؤية محددة لا تتجاوز تسويق بضاعة منتهية الصلاحية ، أمام ذهنية فكرية نابعة من داخل المجتمع ، استطاعت التعبير بمصداقية عن خطابها الثقافي ، ولعل أبرز ملامحه تمكنه من فهم خصائص المجتمع واحترامه لأسلوب الاعتدال بعيدًا عن الابتذال .
ففي الأمر مُتَّسع لفهم هذه الأطروحات وتبادل الرأي مع من يمتلك ناصية القول ، ويشارك برؤية تقبل النقد والرأي الآخر ، بعيدًا عن القفز فوق حواجز سباقات التَّعالي ، والانفراد بالرأي الأوحد الذي اعتاد مصادرة الآخر مهما كانت درايته ، جريا وراء فلاشات الأضواء وأفلام الكاوبوي وسنوريهات قصص وروايات الغرام .
فكان من نتاج المعارك الأدبية السابقة في الثمانينات الميلادية للقرن الماضي ، ممن شارك في قيادة تلك الفترة الزمنية مُسْتَحْوِذًا على مدرجات ومنصات منابرها الشهيرة ، في محاولة لطمس دُرر المكونات الثقافية لرواد ورموز رجالات الأدب ، وجيل من كبار الشخصيات ساهموا في صناعة ثقافة بلادهم ، وتحدوا الصعاب ليتركوا ما خلدته الأيام من نثار أقلامهم وما جادت به مؤلفاتهم.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *