أيها الكتبة نقطونا بسكاتكم
هناك العجيب والأعجب.
العجيب أنك تسأل لماذا يقوم المظلوم بدفع الظلم عن نفسه، والأعجب أنك تبرر للظالم كل ظلمه، وكل أدوات جبروته التي يقوم بها تجاه من هو له ظالم.
إن بعض من يزاحم أصحاب الرأي في آرائهم حتى لو كانت آراؤهم من ذلك النوع الهلامي الذي لا يرتكن على أسس صحيحة، وكل ما يعرف عنه أنه صاحب ثقافة سمعية، ويكون لديه بالتالي ثقافة “هشة” لا قاعدة لها.. ويقوم بهذه الثقافة الهلامية، ويعطي نفسه أحقية نقد ما هو جارٍ أمامه من أحداث.
لقد ذكرني ذلك الكاتب العربي.. وهو ينتقد أهلنا في غزة لقذفهم – المستعمرين – لهم ببعض ما يملكون من أدوات الدفاع عن النفس كأنه يريدهم أن يصمتوا، وأن يذوقوا الهوان اليومي في ظل هذا المستعمر – الصهيوني – وكأنه يتماهى مع الموقف الأمريكي والأوروبي الذي يقول إن من حق – الاسرائيليين – الدفاع عن شعبهم، كأن اهل غزة هم من بدأ بقذف حمم الصواريخ!! . إنه المنطق الأعوج السادر في غيه نحو هؤلاء الذين تمضي الأيام والسنين، وهم تحت كنف هذا الظلم.. ليأتي بعض الكتاب العرب فبدل أن يصمتوا راحوا يلومون الضحية.. على محاولته اشعار الأمة بمدى مظلوميتهم القاتلة بل والدفاع عن النفس.. لقد أصبحت القضية الفلسطينية المشجب الذي نعلق عليه كل ما نعانيه في حياتنا من سلبيات فنفرغ كل ذلك في جسد هذه القضية التي “أشاخها” من حولها منذ بدايتها قبل ستين عاماً ناسين أن من حق أصحاب الأرض مقاومة المحتل، وذلك حسب القوانين الدولية.
كل الذي أود قوله على الطريقة المصرية الشعبية “ايها الكتاب أو الكتبة.. نقطونا بسكاتكم”!
التصنيف: