أيها العقلاء قفوا لنراجع وضعنا (2-1)

• أحمد محمد باديب

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]أحمد محمد باديب[/COLOR][/ALIGN]
كم هم كثر أؤلئك الذين يتمنون أن تزول عنا نعم الله الكثيرة حسداً من أنفسهم و كم هم كثر أؤلئك الذين يريدون يشمتوا بنا ، و قليل هم يعتقدون أنهم أكثر تديناً و أحق بالوصاية على الأمة و خامس و سادس إلى مالا نهاية . و لكي نكون أكثر عدلاً أي نكون مقسطين فيجب أن نفند هذا الأمر و نقارن حالنا بحال من حولنا من أمم الأرض و لنفعل ذلك فلا بد و أن نقرأ التاريخ من قيام هذه الدولة المملكة العربية السعودية و حتى اليوم.ففي الفترة ما بين الحرب العالمية الأولى إلى فترة الحرب العالمية الثانية ( 1914 – 1945 ) كانت الأحداث سريعة جداً وكان اللاعبون الرئيسيون على الساحة الدولية بريطانيا وفرنسا
و كنا نحن في هذا العالم العربي يتجاذبنا الأتراك الذين كانت دولتهم تحتضر. وكان العالم الإسلامي لا يقل حاله سوءاً عن حالنا و ظهر في عالمنا العربي ما يسمى بالقومية العربية لمقابلة القومية التركية التي تحكمنا كما قامت في أوروبا القومية الألمانية و غير ذلك من القوميات الأخرى و أصبح الصراع سرياً و علنياً تمخض عنه الحربين العالميتين المذكورتين .
في ظل كل هذه الظروف ظهرت في العالم العربي زعامات حاولت أن تلعب أدواراً مهمة , فالشريف حسين بن علي حاكم الحجاز أعلن الثورة على الدولة العثمانية واتفق مع الإنجليز سراً و تم جلاء الأتراك من الحجاز والشام والحساء والعراق وغيرها وسقطت الدولة العثمانية كما سقط حلفاؤها الألمان واليابانيون فيما بعد , وانتصر الحلفاء وقسموا العالم العربي كتركة ليس لها وارث فأخذ الإنجليز العراق وفلسطين والأردن والجنوب العربي ودول الخليج والكويت ومصر وأخذ الفرنسيون سوريا ولبنان وجيبوتي والصومال الفرنسي وتونس والجزائر وتركوا السودان للإنجليز على أساس أنها كانت دولة واحدة مع مصر واستعمر الطليان جزءاً من الصومال وأثيوبيا وليبيا … الخ التقسيمات ، وزرع السرطان الإسرائيلي في فلسطين من قبل الإنجليز جزاءاً لما قدمه اليهود لهم خلال فترة الحرب من خدمات سرية.
وفي ظل كل هذه الأحداث تكونت المملكة العربية السعودية فقد عرف الملك عبدالعزيز كيف يتعامل مع كل القوى مع احتفاظه باستقلاليته على الأرض التي يحكمها وظل بعيداً عن شئون الآخرين لا يتدخل ولا يستعدي أحداً . وبالطبع وبعد إنتهاء العالم العربي من تبعات الحرب العالمية الثانية بدأت الشعوب العربية تثور ضد حكامها الذين رضوا بالإستعمار فقامت ثورات كثيرة في سوريا واستطاعت هذه الثورات أن تخرج الإستعمار من بلدها ولكن للأسف رأت الشعوب في حكامهم أنهم خونة فقامت الثورات العسكرية , بدأت بثورة حسني الزعيم في سوريا وثورة الضباط في مصر وثورة عبدالكريم قاسم في العراق وثورة اليمن وقل ما شئت في هذا الكم من الثورات كل يوم ثورة وفي كل بلد حكام عساكر.
البعض كان معجبا بتلك الثورات في خمسينيات وستينيات القرن الماضي ، وظنوا أن فيها التقدم والتطور والوطنية والعظمة …. الخ ، فإذا بنا نكتشف أن بعض هؤلاء الحكام الثوريين هم أكثر فساداً ممن قبلهم بل لا يعرفون عن التطور والتقدم إلا إدعاءات ولا يعرفون من الحرية إلا سوء الأخلاق والإنفلات والمظاهر الكاذبة وقد أخذ ذلك منا عشرات السنين لنكتشفه . فحمدنا الله على أن بقينا على حالنا ومشينا مع حكامنا ، ومن فضل الله علينا أننا لم نعاني من أي نكسات كما عانت بلاد الثورات وقد كنا نحن المواسين للشعوب العربية المنكوبة.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *