أيها الراقدونَ تحت مظلة العلاقات ج2

نيفين عباس

لطالما كانت الحقيقة ساحةٍ للمواجهة بين الكاذبين والصادقينَ فى العطاء تلك المواجهة التى يراها الجبناء غير متكافئة ويراها الأحرار حقٌ لمن كان لا حق له لينضم لهم سريعاً أصحاب الحقِ والإرادة ليولد من جديد إنسان لطالما كان يفتش عن حريته المهدورة ، تحت مظلة العلاقات هناك الملايين من الضحايا فكم علاقة إستمرت قهراً فقط لمجرد ورقة ضغطٍ من الرجل أو المرأة إسمُها الأبناء وكم من علاقةٍ إستمرت عِنوة بسبب بعض المصالح المُشتركة وكم من علاقة إستمرت بسبب ضعف فى شخصية طرف مقارنةٍ بالأخر وكم من علاقة إستمرت بسبب إحتياج أحد أطرافها للمادة الكثير من الامثلة والقليل من المشاعر الحقيقية الصادقة ، نعيش اليوم تماماً كالأموات ، كلمات سيئة قاسية جارحة ملئ السمع تحيط بنا من كل جانب أفعال مؤلمة تدمى القلب نراها فى كل التفاصيل لتمر سنواتٌ طويلة تأخذ من أحلامنا ومشاعرنا وأعمارنا ويبقى دائماً داخلنا إحساسٌ بالندمِ والعار ، ندمٌ على تلك النبؤة التى شعرنا بها ولم تتحقق وعارٌ من النفس التى لحقت أو لاحقت من لا يستحقُها ، فبينما كنت تبنى أحلامك لتصنع منها طريقاً يوصلك للسعادة كان الأخر يمحى كل خطوةٌ تخطوها بإسم الحب لتصبح جثةً هامدة المشاعر متوقفة القلب لكنها تتنفس! وتجد نفسك فى النهاية تقفُ على طريقٍ من العبء مع طرفٍ بدلاً من أن يسير معك أوصلك إلى مفترق طرق وإما أن تعلن التضامن وتخطوا معه نحو طريقه وإما ان تسيرَ وحيداً بين الطرقات المُظلمة الممتلئة بالحيوانات ، لكنها حيوانات من نوعٍ أخر ، حيواناتٌ فى صورة بشر تنتهك الخصوصيات ، تلقى اللوم بإستمرار ، تدمر كل ما هو جميل ، تطفئ كل بريقٍ للأمل بإسم الإستقرار لتجد نفسك مجبراً على شرح سوء الفهم لمن لا يفهم وتقدير من لا يُقدَر  ….

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *