أين النجاح الإداري!!
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]ابراهيم معتوق عساس[/COLOR][/ALIGN]
في بعض الاحيان يكون هناك من الموظفين الذين يعملون في قطاع من القطاعات فيلاحظ عليهم السلبية في الأداء ويتم ابعادهم بسبب تلك التهمة وربما ينتج عن ذلك كثير من الاوقات تجميدهم وظيفيا ومرتبة ثم يحصل بعد ذلك امر من الامور التي تحرك ساكنهم وتظهر انهم بعكس ما قيل عنهم فربما غير بعضهم بيئة عملهم وتنقل من قطاع الى قطاع او ان رئيسهم السابق قد ترك العمل لأي سبب من الاسباب وجاء بعده رئيس جديد فضخ عليهم الامل وحُب العمل بحسن ادارته وتعاونه ففي الصورة الاولى التي يغير فيها الموظف بيئته العملية ربما يقول رئيسه وهو يراه يغادر الادارة علة وانزاحت ولكن هذا العلة يبدأ حياة جديدة في بيئة عملية مختلفة فينشط ويتجدد امله ويعطي عطاء يجعل رئيسه السابق يتعجب بينه وبين نفسه من هذا التطور والتغير الايجابي الذي حصل لدى موظفه الذي وصفه بأنه علة وربما حاربه بشكل خفي لدى رئيسه الجديد حتى يضغطه ويؤكد له وللناس انه علة.
وبالنسبة للصورة الثانية وهي قدوم رئيس جديد يحرك العمل ويعطي مجالا للأمل فإن الناس ترى اولئك الموظفين المحبطين المجمدين وقد تغيروا وبدأت مواهبهم وخبراتهم ومؤهلاتهم تظهر نتائجها الايجابية على اعمالهم فيتعجبون مما حصل وكيف اصبح اولئك الموظفون شعلة من النشاط والعطاء، اما حقيقة ما حصل في الحالتين فهو ان العلة الحقيقية في هذه المسألة هو الذي كان رئيسا تلك المجموعة من الموظفين الذين تغير حالهم الى الافضل سواء بعد مجيء رئيس جديد او بعد ان غيرت بيئتها العملية فالمدير الجديد يعود اليه الفضل في انه جاء الى بيئة خاملة وموظفين محبطين مجمدين اداريا ووظيفيا فحرك المياه الساكنة في الادارة واعطى لكل موظف فسحة للامل ونافذة على المستقبل وبدأ يعطي كل ذي حق حقه فجعل كل واحد منهم يتطلع الى ان جهده المبذول في عمله سوف يكون له ثمرة تعود عليه بالنفع وعلى مصلحة العمل والمراجعين ويكون محل ثناء الجميع. كما ان المتزلف الذي كان يحصل على المزايا عن طريق الرئيس او المدير السابق للعمل يجد ان هذه الوسائل لا تفيد المدير الجديد الذي يكون بعكس العلة السابقة وفي هذه الحالة فإن الموظف الانتهازي اما ان يصلح من سلوكه ويتقدي بزملائه ويجعل وسيلته للحصول على المكاسب والانتاج ليس الانتهازية واما ان يرحل ويلحق بالعلة.
واما الموظفون الذين غيروا في بيئة عملهم فلا شك ان البيئة الجديد الصالحة للعمل التي اطلقت ما لديهم من مواهب وافكار وخبرات كانت وراء نجاحهم الجديد لانهم لو بقوا في بيئتهم السابقة مع العلة وشركاه لاستمروا محبطين جامدين ولغطاهم الغبار ولما تقدموا شبرا في الحياة الوظيفية.
مما سبق فإن من المصلحة التأكيد على وجوب ملاحظة ما يجري في جميع القطاعات فلا يطلق يد اي مدير ليقرب من يشاء ويجمد من يشاء بلا حسيب ولا رقيب لأن مثل هذه التصرفات الادارية تؤثر على مصالح الناس من مراجعين وغيرهم وتؤدي الى احباط عام في النفوس والى صرف مئات الملايين على موظفين يدخلون في الساعة السابعة والنصف ويخرجون في الساعة الثانية والنصف ظهرا دون ان يمسكوا ورقة ولا قلما ولا يجب الاكتفاء بالقول ان المدير صاحب صلاحية لأن الصلاحية يقصد بها خدمة العمل لا استغلالها لإفساد بيئة العمل.
وهناك طرق اخرى تؤدي الى فساد الادارات مثل ان يقوم مسؤول ما بتمكين ودعم موظف في ادارة من الادارات ليكون مصدر ضغط على رئيسه في العمل مما يؤدي الى ان يظهر المدير وكأنه تابع لذلك الموظف الذي يعمل في ادارته ولكن بصلاحيات اوسع من رئيسه في العمل كل هذه الاعمال لا تؤدي الى نجاح الادارة والعمل!!
والله الموفق… [email protected]
التصنيف: