أين أنا؟

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]ليلى عناني[/COLOR][/ALIGN]

أين أنا من كون تملأه الكواكب وأنا أسكن كوكباً مليئاً بالعجائب؟ أين أنا من فضاء يحيطني لا أملك أن ألمس سماءه ولا تستطيع عيني أن تصل لمنتهاه؟ أين أنا من بحر لا يتسع لدموع تملأ مقلتي لو تنهمر تغرق عالماً تحلم ببنائه! كم وقفت الدموع على حافة رموشي مترددة تخاف أن تسقط، ويدخل الخوف إلى نفسي ولا أجد ما يدعمني ويقوي عزيمتي فالحياة بقسوتها تحتاج صمودي وقوتي.
لا تضعفي يا نفسي ودعيني أنظر وأتمعن في نوعيات بشرية لا تمل من أن تفتك ببعضها! أرى فيها ضعفاً وجبروتاً.. أمد يدي لعلها تستطيع انتشال البؤساء منهم ضعاف الحيلة، فأجدها أقصر من المسافات التي تطالها عيناي وتتدلى يدي بجانبي صريعة أسيرة جسدي..كيف لي بقوة ونفوذ يخترق المسافات والسهول والجبال لأعبر القارات فأنقذ هؤلاء؟.
أتأمل الإنسان الذي في عقله تكمن قوته رغم صغره، فهو يملك الكون بداخله، يملك القوة والضعف، القدرة وقلة الحيلة، القيد والحرية، العزيمة والإحباط، الحزن والتفاؤل!!
تصطدم نسمة هواء بوجهي فأفيق على حقيقة أستوعب بعدها واقعاً أقوى من ضعفي وأشد من صمودي وتفر دمعة لتستقر على وجنتي تحرقها حرارتها ثم تتبخر قبل أن تتبعها دموعي كالسيل القوي ليحرر ما تبقى بداخلي، إلا أني من أحزاني أكتسب قوتي فأواصل المشوار!
متى يزول شقاء النفس ويصفو جو أحلامي؟ لا أريد كوابيس تزعجني، ولا قسوة تقلقني، ولا كلمات تثقل مسامعي.. فحياة الإنسان أغلى من أن نسلمها لعواصف النفس ولآلام سريعاً ما تزول فالحياة وإن كانت قاسية يقابلها من اليسر ما يمحو ذكرى ألآمها.
همسة شاعر:
لا تخضعن فإن دهرك إن رأى منك الخضوع أمده بهوان
وإذا رآك قد قصدت لصرفه بالصبر لاقى الصبر بالإذعان
[email protected]