[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]فاطمة المطوع [/COLOR][/ALIGN]

أعتقد أن أي كلمة أو جملة تتكرر على مسامعنا وتصبح عادة لدى الناس هي في أصلها مفهوم مرسخ في المجتمع، ولأن المفاهيم هي ما تشكل قناعات الأفراد وبالتالي تقرر أفعالهم فقد لفت نظري جملة كثيرا ما تتكرر بين الشابات حتى إنها أصبحت المنطلق التي يبدأ بها الحديث عن أي أمر له علاقة بالفروق بين الرجل والمرأة، وجملة هي «بأن الرجل يهرب من المرأة المثقفة أو الذكية» أو «أن الرجل لا يفضل المرأة المثقفة» فهل العبارة صحيحة أو خاطئة؟ فإن المريخيين هم الوحيدون القادرون على الإجابة عن هذا السؤال!
ولكن لدي تحليل بسيط لهذه العبارة فأرى بأن الرجل لا يهرب من المرأة المثقفة فبالعكس المرأة المثقفة لها من القبول والاحترام الكثير ولكن الرجل يهرب من المرأة المتسلطة، ولأن الصورة النمطية الدارجة للمثقفة هي المهملة في هندامها، المتحدية في أفكارها والمتسلطة في آرائها والمسيطرة على من حولها لذلك لا يلام الرجل عندما يهرب من المرأة المثقفة… عفوا المتسلطة.
والمرأة السطحية أو العامية غالبا ما تبدو وديعة في ردود أفعالها، منسجمة مع من حولها، سهلة في تعاملها، أنيقة في هندامها لذلك تبدو أكثر قربا من أفكار الرجل وطموحة. ليس على المرأة المثقفة تغيير ذاتها إنما عليها أن تبدأ في الانسجام مع ذاتها، عليها أن تقلب الحدة إلى رقة والسلطة إلى رأفة حينها ستغير الصورة السائدة عن المرأة المثقفة. أؤمن بأن المرأة مهما علت في المجتمع فإن يظل للأب أو الزوج أو الأخ الكلمة الفاصلة وأؤمن بأن المرأة مها كان لها من القدر الاجتماعي فإنها يجب أن تتواضع في بيتها. فالثقافة والعلم والذكاء ليست هدفا بحد ذاته.
والجميل في ديننا أنه علمنا أن العلم والثقافة ليست هي المقصود إنما ما وراء العلم من تطبيق وفائدة… فلو أصبح لدينا نساء كثر مثقفات ولكنهن قاسيات ومسيطرات فحينها ما أجمل الرجوع إلا أيام جداتنا… أيام عباءة الرأس وقلة العلم ولكن بحنان ورأفة تجلب السكينة والود في الحياة… قد تبدو لأفكاري صدى رجعيا ولكنها تحمل نواية طيبة لمجتمع أجمل وأفضل.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *