أوم التحشيش
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عبدالرحمن ظافر الشهري[/COLOR][/ALIGN]
يقولك واحد محشش سألته زوجته : لك أكثر من ساعة تقلب عقد النكاح هل تبحث عن شيء ؟ قال : أبداً .. أبحث عن تاريخ الانتهاء. وأخرى تقول : وحدة سألت زوجها (المحشش طبعاً ): ما الفرق بيني وبين غادة عبدالرزاق ؟ قال : هي غادة وأنت عبدالرزاق .
لولا خوفي من أن ينقلب هذا العمود الصحفي إلى قالب من الثلج لاسترسلت في النكات .. لكنني أكتفي بهاتين رأفة بكم أولاً ..ولأنها كافية لألج معكم إلى عالم النكتة في حياتنا المعاصرة ثانياً .. فمن مدة أردت أن أكتب عن النكتة بصفتها نصاً أدبياً يستحق الوقوف عنده ، يستوجب مني الاعتراف بأمرين : الأول؛ أن هذه النصوص نصوص إبداعية بامتياز من النادر أن نجد من يجيد حبكها بسهولة.. يكفينا قدرتها على اختلاق البسمة في بضع كلمات فقط تشتمل الشخوص والأرضية والعقدة معاً .. ويكفينا أيضاً حجم وسرعة تداولها ومدى تأثيرها بين الناس .الأمر الذي يفرض علينا رفع قبعة الاحترام لمؤلف النكتة خاصة التي لا تخرج عن دائرة الآداب العامة. أما الاعتراف الثاني فهو الاعتراف الذي أرجو أن يشاركني فيه مؤلف النكتة ذاته .. فمع إقرارنا أن ما يكتبه أو يصيغه من نكات يجب أن تندرج ضمن النصوص الإبداعية إلا أن بعضها وبالأخص نكت التحشيش تخلق في أوعية الناس – سيما المراهقين منهم- حالة من الارتياح لهذا السلوك ولعالم المحششين ..ولكم تمنيت حقيقة أن أقابل أحدهم لأقول له : أليس من الممكن استبدال مفردة التحشيش هذه بأخرى مثل( واحد غبي ) أو (رجل أحمق ) أو أي مفردة ليس من آثارها نزع ما نغرسه من مفاهيم في أذهان الناشئة ،وبالتحديد تلك المفاهيم الدالة على بعض السلوكيات المجتمعية السيئة .. والتي من ضمنها التحشيش طبعاً.
لا أريد أن يفهم من كلامي هذا .. أني أحاول وضع العقدة في المنشار .. أو أني أكبّر المسألة .. أريد فقط أن تتأملوا معي خطورة استمراء هذا النمط من التنكيت بين الشباب خاصة فيما يتعلق بتفريغ مفردة التحشيش من دلالاتها القبيحة المتفق عليها اصطلاحاً وعرفاً لتغدو من المفردات المتلازمة للطرافة وخفة الدم لدرجة أن عبارة « أوم التحشيش « أصبحت الوصف المعتاد لكل خفيف دم حتى وإن كان لا علاقة له بالحشيش والتحشيش والمحششين .
شريحة المراهقين هم حطب الانحراف وضحية المفاهيم الخاطئة دوماً سيما أولئك الذين لديهم نزعة التمرد والخروج عن المألوف ..فيا سادتي .. بعض هؤلاء المراهقين حينما تستعصي عليه فرص التمرد يضطر لاختلاق مغامرات مزيفة ليسردها لأقرانه كي يثبت من خلالها بطولاته وخروقاته التي لم تحدث أصلاً ..ولكم أن تتخيلوا مثل هؤلاء حينما يعيشون حالة من شعور الارتياح لعالم التحشيش والمحششين .. كيف سيكون استعدادهم لتجربة هذا الفعل ولو لمرة واحدة ؟ الدراسات أثبتت أن استعداد المراهق لتجربة المخدر تزداد حينما ترتبط بمفاهيم محببة له ..كالرجولة ..أو البطولة .. أو القوة ؛ فما ظنكم في مفهوم خفة الدم ؟ أو ترونه يقل جاذبية عن تلك المفاهيم ؟ أترك الإجابة لكم وللمبدعين الذين يصنعون النكتة في عالمنا اليوم .
@ad_alshihri
التصنيف: