أوقفوا هجرة الكفاءات الوطنية

Avatar

بسام فتيني

حبانا الله في المملكة العربية بثروات متعددة قد نحسد عليها فمليكنا والد للجميع وأرضنا مهبط الوحي وترابنا منبع للبترول في العالم وبئرنا المكي يصدر ماء زمزم منذ فجر التاريخ إلى اليوم , ولعلنا نملك أفضل الكوادر البشرية في شتى المجالات، فماجد عبد الله في الرياضة وحياة سندي في الأبحاث والطب ومحمد عبده في الفن والدكتور عبد الله الربيعة في فصل التوائم وغيرهم وغيرهم هم كوادر سعودية نشأت في المملكة العربية السعودية وأبدعت فيه وخدمت دينها ووطنها ومليكها حين وجدوا بعض التقدير , لكن ما يؤلم هو ما أصبحنا نلاحظه من هجرة الكفاءات الوطنية إلى الخارج وفي شتى المجالات فلم يحدث هذا ؟؟
نجد الكثير من الإعلاميين مثلا بل وأفضلهم في قنوات غير قنوات الوطن الرسمية ولا أدري لماذا ؟ وكنت قبل أشهر قد علمت أن أحدى ابرز الإعلاميات والفوتوغرافيات السعوديات (منال الدباغ) قد انتقلت للعمل في دولة قطر الشقيقة وحين سألت عن سبب ذلك وجدت أنها جوبهت في بلادها بجملة من المثبطات رغم أنها كفاءة وطنية دخلت الملاعب الرياضية وتم تكريمها من قبل العديد من المسؤولين وفي مناسبات مختلفة وشاهدت لها عدة صور تظهر احترامها بحجابها وهويتها السعودية حتى وهي تؤدي عملها خارج حدود الوطن !
يبدوا أننا ابتلينا ببعض القياديين في شتى المجالات لا يثقون بقدرة أبناء الوطن , أو أنهم حكموا على العموم بسبب بعض التجارب المحدودة لأشخاص سعوديين عكسوا صورة سيئة لابن الوطن لكن ذلك لن يعفيهم عن عدم التحري في اختيار الكوادر الوطنية ومساعدتها لتكون نواة المستقبل , إن الوطن لا يبنى باستقدام الكوادر فقط , بل بتوطين الكفاءات ومنحها الفرصة بأن ترد دين الوطن منذ أن استقبله كشك الولادة في مستشفى على الأرض السعودية , إن بناء الأوطان لن يكون بترسيخ عقدة الخواجة فالعين الزرقاء والشعر الأصفر وحده لن يعزز المواطنة الحقة التي تتطلب أن تكون كل بلد أولى باحتضان أبنائها ,لا بأن تكون محطة لتكديس الأموال ثم العودة إلى البلد الأم كما نرى هذه الأيام , والدليل مليارات الريالات التي يتم تحويلها خارجيا وبشكل شهري من عمالات وافدة ومن موظفين غير سعوديين يقولون علنا بأنهم في المملكة فقط لبناء مستقبلهم ومن ثم يعودون لأوطانهم وقد بنوا بيوتهم وانشأوا مشاريعهم الخاصة على حساب مملكتنا ومكتسباتها , والأدهى والأمر أنهم يصفون أبناءنا بأنهم لا يتحملون المسؤولية ولا يمكن الاعتماد عليهم في عمل !!
يقولون هذه التهمة بكل ثقة وللأسف أن من يساعدهم هم بعض تجارنا في ترسيخ هذا المفهوم وتكون النتيجة كما نراها الآن بطالة بأعداد مخيفة وحوالات مليارية شهرياً وكأننا نصنع البطالة بأيدينا ,مع أننا لو تفحصنا ما يحدث بعد أيام قلائل حين يدخل علينا موسم الحج وكيف أن شباب الوطن في مؤسسات الطوافة والمطارات والمنافذ البرية والبحرية وفي المشاعر المقدسة والحرمين والقطاعات الأمنية المتعددة لوجدنا أن كوادرنا السعودية هي من تسير وتدير أمور الملايين في جمع حشود وصفه العالم اجمع بأنه اكبر تجمع بشري يمكن تحريكه وتسييره في مكان وزمان واحد !
دعونا فقط نتأمل هل من يقوم بكل هذه الجهود في خدمة ملايين الحجاج هم من ذوي ربطات العنق ؟ أم شباب وكوادر سعودية تؤدي واجبها بكل إخلاص ؟ إنها عقدة الخواجة التي لا أدري متى لها أن تنجلي ؟
سأختم بالدعاء فاللهم تقبل ضيوفك ضيوف الرحمن واكتب لهم حجة مقبولة دون منغصات , اللهم وبارك في أبناء المملكة ممن تركوا أهلهم وذويهم لخدمة ضيوفك , اللهم وحنن قلوب تجارنا حتى يعلمون أن ابن الوطن أولى من أموال الدنيا كلها إن اكتسبت دون احتساب اجر أن الأقربين أولى بالمعروف , اللهم منا الدعاء وعليك الإجابة فتقبل يا ارحم الراحمين .

[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *