عندما كنت طفلة جلست جدتى لتجدل ضفائرى ، كانت لمساتها حنونة ، دافئة ، تحدثت إلى بصوت يحمل الكثير من الحب والأمان لقلبى ، جلست تحدثنى عن المستقبل الذى ستتجه إليه أنظارى فيما بعد بدلاً من نظراتى التى لا تفارق أشعه الشمس الدافئة ومتابعة الفراشات والألوان

حدثتنى جدتى عنه كثيراً وأوصتنى بما أوصت به أمى فقالت لى …

سيأتى يوماً ما ويدخل حياتك رجلاً يا صغيرتى يكون لكِ هو كل الحياة

إن إشتكى هماً إستمعى جيداً له

كونى فرحه وقت الحزن

راحته عند التعب

ضحكه عند البكاء

لا تشتكى حزناً أو بأساً منه

لا تظهرى إلا أحسن صفاته

إجعلى من قلبك منزلاً له

وجسدك ممشى له

ورموشك غطاءاً له

لا تتحدثى إلا بكل جميل يسر قلبه

ولا تظهرى له إلا كل التقدير والإحترام

وإذا زاركِ فى يوم الحزن ، تقبليه بصدرٍ رحب وإبتسامة راضية

فالأحوال تتبدل يا حفيدتى الصغيرة ولكن قلب رجُلك لن يتبدل

فلا تخذليه

أو تحتقريه

أو تتجاهليه

أو ترفعى حتى صوتكِ عليه

وعن أعين حسادك يا صغيرتى خبئّيه

ومن الفرح كلِه إعطيه

ومهما تبدلت بكِ الأحوال لا تتبدلى أو يتبدل قلبك عليه

كونى عوناً معه على الأيام لا عليه

ولا ينطفئ حبه فى قلبك إلا حين تأتى لحظة فراقك الحقيقية

إعشقيه كما ستعشقى أطفالك

لا تتسببى فى بعض الخدوش والجروح لقلبه الذى إختارك

كونى جيشه وقتما تخلوا ساحته من الجنود

كونى له توأم الروح

إفهميه دون أن يتحدث

إعشقيه وكأن لا يوجد على الأرض رجلاً غيره

إعطيه من الحب والإخلاص دون إنتظار الأخذ

سيأتى ذلك الرجل يأسرك يا صغيرتى ويسرق قلبك للأبد فكونى على قدر كبير من المسؤولية تجاه عشقه لكِ

كونى له أرق من نسمات الصيف وأدفئ على قلبه من برودة الشتاء

لا تتركيه يعانى

إجعلى من قصتك معه قصة عشقٍ مجنونة لم يعرف التاريخ لها مثيل

إجعليه بطل أحلامك ورواياتك

إجعليه طبيبك ومُلهمك ، قدوتك ودنياكِ

إجعلى عينك مأواً له

ولا تغمض جفونك يا صغيرتى إلا عندما يغفوا على قلبك

وإن إشتدت الرياح فى يومٍ عاصف ، كونى له مصدر الأمان

سيأتى يوماً ما يا صغيرتى ويدخل حياتكِ رجلاً تشعرين أن كل رجال العالم بجواره إشاعه

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *