[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد بشير علي كردي[/COLOR][/ALIGN]

رشا، وهي في طريقها قررت أن يتوقف الجميع عند الجار المسلم الذي هو أنا، لأن لديها ما تقوله ونحن نودع العام الحالي بخيره وشره.
استقبلتهم مرحباً ومهنئاً ومباركاً، وردت رشا شاكرة الاستقبال مع أنه بدون موعد مسبق، أو على الماشي ، وتابعت تقول: نحن كما ترى في طريقنا ، وآثرنا أن نقف هنا لنعبر عن استنكارنا قيام سويسرا باستفتاء كانت نتيجته حظر بناء المآذن للمساجد القائمة في أراضيها، وما تبع ذلك من حملات في العديد من البلدان الأوربية تدعو إلى التضييق على المسلمين ، فاليوم المآذن، وما سينادون إليه غدا في علم الغيب، فقد يتقدم العنصريون المتشددون بطلبات لا يقرها عرف و لا قانون إلا وقوفهم إلى جانب الصهاينة بعد أن جرى الحديث بين السياسيين على ضرورة تثبيت حق الفلسطينيين بقدسهم الشرقية. تحدثت والدة رشا عن التعايش في الأرض المقدسة منذ أن دخلها الخليفة عمر بن الخطاب وإلى يومنا هذا، وأن من يدعون إلى وقف بناء المآذن هم الأكثر جهلاً بجوهر الدين الذي يدعو إلى المحبة، وتمنت على مسلمي أوربا أن يتحلوا بالصبر وضبط النفس، فما هي إلا فورة وتهدأ إذا ما قوبلت بعدم انفعال وهدوء.
وأضاف والد رشا بأن على رجال القانون والدين في أوروبا أن يقوموا بحملات توعية وتثقيف في المدارس والجامعات وعبر وسائل الإعلام لشرح وتوضيح القيم التي تدعو إلى تكريم الإنسان وتمكينه من ممارسة شعائر دينه بحرية وطمأنينة، وأن على الدول العربية والإسلامية التي لها جاليات مقيمة في أوربا بذل المزيد من الجهد لتثقيف مواطنيها في ديار الغربة ليتمكنوا من دخول الحياة العامة كقوى فاعلة ومؤثرة، واستشهد بالشاب محمد شايب ،المغربي الأصل والأسباني الجنسية الذي تمكن من دخول برلمان كتالونيا كأول نائب برلماني مسلم ، وتمنى أن تقدم الانتخابات القادمة المزيد من النواب المسلمين ، فالقانون لا يفرق بين الأسبان بسبب العقيدة.
وكانت للجار فرناندو ملاحظة تردد في إبدائها وشجعته رشا على إثارتها وفقال إن بعض خطباء الجمعة يدعون الله ليفرق شملنا ويشتتنا ويهلكنا، وهنا عاد والد رشا للتدخل قائلاً بأن العديد من المسلمين يربطون بين المستعمر الذي احتل بلادهم وبين ديانته وهي المسيحية أو اليهودية، ناهيك عن أن تقديم فلسطين للصهاينة جاء على يد الحكومة البريطانية، وكلنا يذكر وعد بلفور وما تلاه من قيام دولة إسرائيل ، ومع هذا، وكما يقول المثل: رب ضارة نافعة، فقد يكون ما حصل في سويسرا دافع لإعادة الخطاب الديني ل، وانهى الجار أنطونيو الزيارة بتمنياته على القانونيين من المسلمين والمسيحيين مراجعة القوانين النافذة في سويسرا لمعرفة مدى إمكانية الدعوة لاستفتاء آخر يصحح الأوضاع بما يتفق وما هو معروف عن السويسريين من أنهم شعب يعمل على كرامة الإنسان وتأمين حقوقه.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *