أوباما يعود إلى المنطقة منتشياً

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد علاونة[/COLOR][/ALIGN]

يعود الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى المنطقة في الربيع منتشيا بعد أن أدار ظهره لشهور فور فوزه بالولاية الثانية، واعتقد الساسة أنّ هنالك تحولا جذريا في السياسة الخارجية لواشنطن، خصوصا بعد الانسحاب من العراق ومقتل السفير في طرابلس في حالة فوضى تشهدها المنطقة بسبب الربيع العربي.لكن التطورات السريعة بما يتعلق بالأزمة السورية ومخاوف من حسم الموقف هناك، إضافة إلى ممارسات «إسرائيل» الوحشية تجاه الأرض والإنسان وحالة عدم الاستقرار في مصر أوجدت للإدارة الأمريكية فسحة تدخل قد تكون بالأفعال وليس بالحسابات السياسية، من خلال أدوات جديدة تجيرها لدعم تحالفات ضد أخرى.ولعلّ ما يفتح شهية واشنطن للعب دور رئيس من جديد بدءا من زيارة أوباما في الربيع إلى الأردن و»إسرائيل» وفلسطين، نتائج الانتخابات خاصة في إسرائيل التي أظهرت تقهقرا في اليمين الإسرائيلي، ما يفتح ثغرة لإعادة عملية السلام والبدء من النقطة التي وصلت إليها على قاعدة حل الدولتين وحدود عام 1967.
بيد أنّ ذلك يصبح عبثا سياسيا في حال عدم قراءة أرض الواقع والاكتفاء باستقاء المعلومات الموجهة للخارج دون التدقيق في التفاصيل، ففي «إسرائيل» بقي التيار المتشدد أو ما يعرف بالمتدينين الذين يديرون الدفة، ونشاهد يوميا هدم في القدس واعتقالات واعتداءات في كل مكان.
ثم أنّ الرهان على عدم حسم الأمر في سوريا سواء بزوال النظام قريبا أو التوصل لحل دبلوماسي، خصوصا بعد مبادرة رئيس الائتلاف الوطني السوري معاذ الخطيب، والحلم باستنزاف الدولة ككل أمر غير مضمون، كون غالبية تحولات الربيع العربي كانت مفاجئة .
كل ما جنته واشنطن خلال الأشهر القليلة الماضية حالة استنزاف عاشتها إيران بسبب أحداث دمشق، وهدم منهجي لدولة الشام بغض النظر عن الأطراف المتقاتلة، في المقابل هي تعي أنّ للأمر حدود وغياب نظام الأسد في مواجهات جديدة قد تكون أقسى من تلك التي في ليبيا.
كذلك، ما تفهمه الإدارة الأمريكية جيدا أنّ الشعب الفلسطيني لطالما كان وحيدا، وهو الذي صمد طيلة هذه الفترة ومنذ أكثر من أربعة عقود وهو اليوم أقوى من ذي قبل ويمكن أن يكون الشعب الوحيد الذي سيستفيد من وقع الربيع العربي ثم تتبعه الأمم.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *