\"أوباما\" بين الحقيقة والوهم!
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]ليلى عناني[/COLOR][/ALIGN]
عندما تولى الرئيس \”أوباما حسين\” رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية هلل العالم الإسلامي تحية له وفرحاً به فقد جاء في وقت بدأ العالم فيه بالانهيار بعدما انتكس منذ تولي جورج بوش الحكم..جاء رافعاً العلم الأبيض للشعوب الإسلامية التي لا زالت تعاني الأمرين من ظلم الحكام والشعوب الغربية والأوروبية والحروب التي أصبحت مزمنة في فلسطين والعراق وأفغانستان وغيرها من بلاد المسلمين بفضل الفتن التي يزرعها أعداء السلام في بلاد إسلامية كثيرة!
وكونه أصغر رئيس حكم أمريكا، وجذوره إسلامية استبشرنا جميعنا خيراً، رغم أنه اعترف بأنه غير مسلماً! وعندما طلب زيارة البلاد الإسلامية واختياره جامعة القاهرة لإلقاء خطاب يوجهه للشعوب الإسلامية جعلنا نعيش أياماً بين الحقيقة والوهم؟ كانت آمالنا عريضة جداً بإحلال السلام والضرب بقوة على يد أعداء الإنسانية الذين سحبوا العالم إلى الحضيض في اقتصادهم وأمنهم ومشاعرهم المحبطة ويأسهم من استرجاع الراحة التي انتزعها جورج بوش عند تصريحة بحرب صليبية ستقوم ضد المسلمين.
تفاءلت كل الشعوب الإسلامية والعربية بزيارته، وكان أمل المسلمين أن يكون في دماء أوباما بعض من عدل الإسلام وسماحته..كان خطابه الموجه للعالم الإسلامي دافعاً الكل للتفائل، فقد تعودت الشعوب الإسلامية على غطرسة حكام تلك البلاد وتعاليهم على المسلمين. وامتدت أياد الشعوب المحبة للسلام بالدعاء إلى الله أن يجعل فيه أو على يديه الخير للمسلمين بل للعالم كله وامتلأت القلوب بالتفاؤل كونه رئيساً لأكبر دولة سادت العالم بعد حكم الإسلام البائد.
خطاب أوباما للدول الإسلامية أظهر للعالم صدق نواياه الحسنة فقد جاء طائراً لساعات طويلة كحمامة سلام تحمل تحت جناحيها غصن الزيتون لتلقي به في جامعة القاهرة هدية للمسلمين والراية البيضاء التي تتقدمه بوعود لعهد جديد بعيداً عن الاضطهادات المستمرة التي زرعها جورج بوش طيلة توليه الحكم والذي استطاع بسببها أن يغير صورة أمريكا في كل أذهان المسلمين وغيرهم من شعوب العالم الحر لأفظع الصفات وقد نجح جورج بوش في تشويه صورة بلد كان الكل يقر برقيها وعدلها في زمن قياسي. جاء أوباما ليعترف بحقيقة يجهلها الشعب الأمريكي بل شعوب كثيرة وبلغته الإنجليزية التي تُرجمت للغات العالم كله في جميع الفضائيات، تحدث علناً عن فضل المسلمين في العلوم التي نقلها العلماء المسلمون للعالم والخصال الحقيقية للإسلام وذكر بعض من آيات القرآن الكريم التي توضح منع القتل وغيرها من الآيات وأفصح عن توجهه لجعل الشباب الأمريكي يأتي إلى الدول الإسلامية لتلقي العلوم في جامعاتها. كان خطابه يحمل السلام والتصالح وإصلاح ما أفسده بوش من صورة أمريكا في نظر العالم الإسلامي. كما أوضح رأيه في حجاب المرأة المسلمة بأنه لا يعيبها ولا تختلف في احترامها عن المرأة غير المحجبة وما يعيب المرأة هو فقط عدم مساواتها بالرجل في التعليم..كان خطابه مليء بإيجابيات كثيرة جدا أثلجت صدورنا وأعطتنا الأمل بأن رئيس الولايات المتحدة يحمل من الثقافة الكثير وهو المحامي الحاذق لديه المقدرة على التعامل الحسن مع بلاد العالم كله. نتمنى أن تستمر تلك الحقيقة ولا تنقلب إلى وهم.
التصنيف: