[ALIGN=LEFT][COLOR=blue] عبدالرحمن المطيري[/COLOR][/ALIGN]

اتصل بي قبل يومين وقد امتلأ صوته بحزنٍ وغصة كافرة التهمت نصف لسانه حتى لا أكاد أفهم مما كان يتحدث بهِ عليَّ إلا القليل ! طلبت منه أن يهدأ لعلي أفهم ما قد حلَّ به و أن أساعده في البحث له عن علاج فيه شفاؤه فهو صديق قديم يسكن مدينة جدة و يعّز عليّ تركه وحيداً وهو في هذه الحالة المزرية , لكن صاحبي أزبد و أرعد قائلاً « كيف تطلب مني أن أهدأ أحدهم يخبر الناس على الملأ أن من يسكن نجد فقط هم من سيدخل الجنة قبل الناس أجمعين وأنهم من الفرقة الناجية من عذاب رب العباد « , حتى وصل لقوله إنه ليس مسؤولاً عن سكنه في جدة ! فلقد وجد نفسه مولوداً بها ثم درس و تعلم في مدارسها حتى حصل على وظيفته قبل عامين في أمانة مدينة جدة ! حاولت أن أخفف عليه صدمته وأذكره بأن من خرج منه هذا الحديث قد سقط من أعين الناس وهذا أقسى من أي حكم أو قرار قد تصدره جهة رسمية بحقه ! لكن صاحبي ثار هذه المرة وهو يقول يبدو أن ما قاله هذا الواعظ قد أعجبك وإنني أجدكَ « بارداً « في تعاطيك مع ما سقته عليك لأننا وإن صدقنا ما يقوله فإنك داخل الجنة و أهلك و عشيرتك لأن الله قد اختار لك نجد مسكناً ! وعدته أن أبحث في هذا الواعظ كثيراً لعلي أن أجد له عذراً أو نفياً لما قاله على رؤوس الأشهاد لأنه وإن صدق حديثه فهو قد أتى بشيء جلل لم يأتِ به أحد من قبله , طوال التاريخ كان هناك بعض ممن إدعى امتلاكه لصكوك الجنة أملاً منه في نشر مذهبه أو طائفته أو دينه بشكل أوسع لكن التاريخ لم يذكر أن أحداً قد اشترط لدخول الجنة أن يكون أهلها من منطقة جغرافية واحدة على كوكب الأرض ! وبعد بحث قصير عن شخص الدكتور سعد الدريهم صاحب تلك المقولة التي تلقفها الناس بسخرية و تهكم لأنها احتوت على عنصرية بغيضة اتضح أن للدكتور « شطحات « أشد وأكبر من مقولته الأخيرة ! فلقد تمنى في أحد الأيام أن يتم جلد نصف الشعب السعودي بسبب حلقهم لأشنابهم ! كما قام باتهام كل من طالبت بقيادة السيارة من النساء بأنها امرأة قبيحة وما سبب ذلك إلا تحجج تلك النساء بحرمة الخلوة مع السائق ! إن إتاحة الفرصة لمثل هؤلاء الوعاظ ومنحهم المجال ما هو إلا أمر مُعيب ومُخجل فهم يسيئون لديننا الصحيح ويسيئون لنا كسعوديين أيضاً بل ويزيدون في ضرب نسيج مجتمعنا المترابط , كفانا الله شرورهم .

[email protected]
twitter : @saudibreathe

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *