[ALIGN=LEFT][COLOR=blue] أنس الدريني[/COLOR][/ALIGN]

كل فصول العمر شاحبة لا ربيع يملؤها بالحب ولا شتاء.. تتساقط الأوراق دون اعتبار للآمال للأحلام… وعلى حين غفلة من الزمان تتكئ الأيام على ضفاف شواطئ المشهد الحزين وكلما داهمها الدمع تسلقت نحو العتب والملام ..
هكذا أقرأ سيرة \” أنوار \” إنها تترامى بين مطارح الأشجانِ من غسق الليل وحتى النهار.. اليوم استيقظت من نومها مبكرا.. وهاهي تنتظر عند بوابة البيت لتمتطي مركبة السائق وتذهب إلى مدرستها في حي الأجواد .. بين يديها كوب يمتلئ بالقهوة وبين عينيها أمل مذبوح تحاول أن تتناساه وتسدل الستار على آخر فصوله .. وصلت أنوار لمدرستها ..لديها حصة \” تعبير\” .. دخلت الفصل وجعلت الموضوع عن \” السعادة \” لتطلق العنان للطالبات بغية الإبحار في ملكوت الكلام..انتهت الحصة وذهبت تتفحص إبداعاتهن من خلف نظارتها السميكة في غرفة المعلمات..
كتبت رهف الفتاة الشقية عندما قاربت بين السعادة والأمنيات تكتمل سعادتي عندما أكون مصممة أزياء تتهافت المعجبات عند محطاتِ إبداعي ..جيهان تقول سعادتي في رضا أمي وأبي وأسهبت في الثناء عليهما .. لكن مروى بدت أكبر من مرحلتها قالت أن سعادتها حين تمد بعمرها الأيام وترى أبنائها ينعمون بأبٍ طيب وأسرة هادئة وادعة .. غصت (أنوار المعلمة) وأغلقت دفتيّ كُراس مروى …تعّكر مزاجها وكادت أن تقع من الكرسي , من دون سابق إنذار تُسقط دمعتي ( حرقة ) لتحكي العناء في برهة عابرة.. في كراس مروى وعلى الغلاف صورة قطار راحل وعند محطة الانتظار فتاة تبكي لأن القطار قد فات..تتقارب زفرتي آه من قلب أنوار..إنها تندب غلطتها التي لا تُغتفر .. كانت ترفض كل من جاء لخطبتها باحتقار كانت جميلة تتباهى بعدد الخُطاب..هناك عند بوابة أحلامها رجلُ من الخيال تمني نفسها به لأنها ببساطة أميرة الأميرات..بالأمس جميلة متسلطة لكنها اليوم منكسرة متعثرة تعظ أصابع الندم لأن القطار قد فات ..فات .
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *