في زحمة المدن الكبرى تختنق الشوارع والطرق الخارجية بمئات الآلاف من السيارات الخاصة والشاحنات ، بالرغم من تحديد ساعات مرور هذه الشاحنات ولا يسمح بالمرور في غير هذه الأوقات ، ومع كثافة تواجد رجال المرور في مداخل المدن وعلى الطرق الخارجية ، إلاّ أن هذه الظاهرة تستوجب معرفة الأسباب الحقيقية وراءها , وهي تتجاوز حدود الإمكانيات واستيعاب الشوارع داخل المدن وتعدد مسارات الطرق الخارجية , لتبقى هذه الظاهرة أشبهه ما تكون بالأزلية تفتقد لـحلول على المدى القريب عطفا على خطط معتمدة من قبل الجهات الرسمية ذات العلاقة ، وعقد الاجتماعات الدورية و تقارير رجال المرور ووزارة النقل وأمانات المدن ، بحثا عن أنجح السبل لتحقيق مبدأ السلامة بالدرجة الأولى ومن ثم انسيابية المرور ووصول مستخدمي هذه الشوارع والطرق في أوقات تتناسب مع ارتباطات العمل والمواعيد الخاصة والعائلية ، وأن حدث شيءٌ من التأخير ففي حدود المعقول دون أن يشكل إحراجا أو إضرارا بالآخرين ، خصوصا مرور سيارات الدفاع المدني والإسعاف لنقل مصابي الحوادث أو وصول السيارات الرسمية لمعاينة هذه المواقع ، التي تتزايد وسط هذه الأمواج الهادرة من الكتل الحديدية لآلاف السيارات ، لن أتحدث عن عدد الوفيات والمصابين جراء هذه الحوادث المميتة وفق إحصائيات رسمية مخيفة ومتزايدة سبق تناولها ببرامج توعوية صاحبت أسابيع المرور ، استرعت انتباه الكثير من الجهات الأمنية المعنية بسلامة المواطنين ووسائل الإعلام كأهم المواد الصحفية التي فرضت نفسها بقوة على الرأي العام ، وتركت في النفوس ألمًا وغصة وأدمت القلوب وأدمعت العيون في مشاهد مأساوية على مدار الساعة ، ومع وضوح الأنظمة المرورية والجزاءات المتبعة لضبط الخارجين عن النظام ، إلاّ أن الظاهرة أخذت تتزايد فقدنا فيها الكثير من شبابنا ثروتنا الحقيقة من أبنائنا التي نحتاجها في خطط التنمية الحالية والمستقبلية المتسارعة في بلادنا ، لا يمكن الاستغناء عنها مهما توفرت البدائل الأخرى وهو ما يؤكد أننا جزء من الحل وأسباب الظاهرة في آن واحد ، إذا لابد من التفكير قبل شراء السيارة كوسيلة نقل آمنة لنذهب بعيدا لمعرفة شروط منح رخصة قيادة السيارات ، من حيث الوعي والثقافة والإمام بالأنظمة والمكونات الشخصية والأخلاقية التي تؤهل قائد السيارة للاستفادة من هذه الوسيلة والتعرف على السجل الأمني لقائد السيارة وهل عليه مخالفات مرورية سابقة , كما يتطلب الأمر إعادة النظر في أنظمة شركات التأمين على أن تصنف وثيقة التأمين من حيث القيمة المادية والاعتبارية وفق عامل السن والتقيد باللوائح والأنظمة المرورية ، وتوفير وسائل نقل جماعية للمواطنين تليق حضاريا بما يتناسب بذوق المستخدم وسلوك سائقي وسائل النقل غير التي نراها تجوب شوارعنا بكثير من الرعونة والاستهتار.
ترنيمة:ــ لـ بدر بن عبدالمحسن
في الشــارع عتمة ونور
زحمة وإشـارات المرور
تاقف على أنفاس الطريق
مشيت أنـا وهمي العتيق !!

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *