أنا بأخاف من الكلب يطلع لي أسد
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]فوزي عبد الوهاب خياط[/COLOR][/ALIGN]
أفاق الناس صباح الخميس قبل الماضي في مكة المكرمة على رنين هواتفهم وهي لا تكاد تكف .. أو تصمت.. وبكثير من الإلحاح.. وسارع الناس يستطلعون الأمر وهم يواجهون التحسب .. والرعب.. وما أن يرفع أحدهم سماعة الهاتف حتى تنهال عليه التحذيرات.. بكل الأشكال.. والألوان.. بطلب الانتباه.. والتحسب.. والبقاء في البيت قدر الامكان !! ويسألون الناس بصوت واحد: ليه.. هو في إيه؟! ويجيئهم الخبر المفزع: الأسد.. غدر بصاحبه الذي اشتراه بخمسين ألف ريال وهرب.. ويسألون: هرب.. هرب فين.. ويجيء الجواب:. لا ندري .. هرب وخلاص !! وترتعش الأقدام.. وتتسع دائرة الاتصالات الهاتفية وهي تنقل الخبر.. وتوسع دائرة التحذيرات .. ورواية الحادثة التي أكدت بأن صاحب الأسد منذ أن اشتراه ربطه بسلسلة محكمة داخل قفص في مكتبه بحي العوالي في مكة المكرمة. وأوضح الناطق الإعلامي في شرطة العاصمة المقدسة المقدم عبدالمحسن الميمان أنه جرى التعرف على الجناة عن طريق الكاميرات وجرى القبض عليهم. تمهيداً لإحالتهم إلى هيئة التحقيق والادعاء العام بحكم الاختصاص.. إلى ذلك أكد للزميلة \”عكاظ\” مصدر مطلع أن الأسد ذا الأشهر الأربعة من النوع الأليف .. موضحاً أن وكيل رجل الأعمال تقدم ببلاغ إلى قسم شرطة العزيزية حول اختفاء الأسد حين لم يعثر عليه في قفصه في مكتب رجل الأعمال في العوالي.. وأفاد المصدر أن الأدلة الأولية للحادثة تشير إلى أن الأسد سُرق ولم يهرب.. مبيناً أن مالكه اشتراه بخمسين ألف ريال.. ويحمل شهادة ميلاد تتضمن نوع السلالة التي ينتمي لها وبيَّن أن مخالب الأسد مقلمة بحيث لا تمكنه من إيذاء أحد.. إضافة إلى أن أنيابه محددة لا تساعده على الافتراس.. وكشف المصدر بأن الجناة نقلوا الأسد إلى الطائف.. مؤكداً أنها لم تكن عملية هروب بل سرقة كشفتها كاميرات المراقبة الموجودة في الموقع.وقد اسفرت المتابعة.. والركض عن القبض على الأسد المسروق وعلى الجناة الخاطفين واعادته لصاحبه الجديد..
وحذر مدير العلاقات العامة والاعلام في أمانة العاصمة المقدسة الزميل عثمان أبوبكر مالي من مغبة تربية الحيوانات سوى الأليفة في الحظائر.. مشيراً إلى أن أمانة العاصمة المقدسة تحاربها بشدة وتعمل على ازالتها متى ما وجدتها أو تلقت بلاغاً عن وجودها.
والغريب.. والعجيب أن كل هذه التفاصيل المنشورة عن سرقة الأسد وعن الرعب الذي أصاب الناس في مكة المكرمة من جراء التوقع بهروب الأسد وليس سرقته إلا أن الزميل عثمان مالي يؤكد بأن أمانة العاصمة المقدسة تحارب تربية الحيوانات داخل المناطق السكنية خشية الإضرار بالناس حالة هروبها لأي سبب من الأسباب.. فالأخبار تؤكد بأن الأسد عاد لقفصه آمناً.. ولم تقل الأخبار بأن أمانة العاصمة المقدسة قد ألقت القبض على الأسد ومعاقبة مخالف القوانين.. فمهما كان الأسد أليفاً ومحايداً.. ولا يهدد أي أحد فلا بد من الوقوف أمام وجوده بين الناس !!
ولهذا لا بد من معالجة هذه المسألة حتى لا تتكرر مخاوف الناس وهلعهم بعد أن ظلوا على مدار يومين يتوجسون خوفاً ورعباً معتقدين بأن الأسد طليقاً ويمكن أن يفاجئ أي أحد منهم هنا.. أو هناك.. ولسان حاله يردد كما قال الممثل الكبير عادل إمام في مسرحيته شاهد ما شافش حاجة: \”أنا بأخاف من الكلب يطلع لي أسد\” !!
آخر المشوار
قال الشاعر:
السبع سبع وإن كلت مخالبه
والكلب كلب ولو طوقته ذهباً
التصنيف: