[ALIGN=LEFT][COLOR=blue] عبدالرحمن آل فرحان[/COLOR][/ALIGN]

لا شك أن معظمنا قد اطلع على تفاصيل حكاية السيدة السعودية ( أم أمل ) عبر برنامج الثامنة الأحد الماضي مع مضيفها الشريان ، ولا شك أن هذه الحكاية تركت أثراً مؤلماً في نفوس معظم المتابعين يضاف طبعاً للعديد من الآلام التي خلفتها ولا زالت تخلفها ثقافة التسلط الذكوري في المجتمع ، طفلة لا تعقل من أمرها شيئاً تجد نفسها مخيرة بين الموت أو الهرب .. فتصبح محرومة ومطرودة وغير مرغوب فيها داخل وطنها لا لشي إلا لأنها اختارت الخيار الثاني تحت ويلات التخويف والتهويل والتهديد والوعيد من زوجة أبيها التي في ظني لو سقطت تلك التهويلات والعبارات على وعي امرأة رشيدة لأردتها من حينها .. فما بالكم بطفلة كانت لا تزال في ثورة الإقبال على الحياة ، مؤكد أنها ستختار الهرب والنجاة والخلاص حتى وإن كان مع ذات الجاني عليها ، ومؤكد أنها سترضى بكل حل من شأنه تجنيبها الموت حتى وإن كلفها ذلك التواري خلف البحار والمحيطات . ثم ما الذي كان بوسعها عمله قبل 20 سنة غير أنها تستجيب لخوفها ؟ وغير أن تتصرف كما يتصرف الأطفال الذين ينقادون بسهولة للخديعة والتغرير ؟ فإن كان هناك من يجب أن يتحمل وزر هذه الحكاية فهو المجتمع وقسوته .
على كل ..لا يجدر بي الخوض هنا مجدداً في تفاصيل هذه الحكاية .. هي ماضٍ .. والماضي لسنا في حاجة إليه .. لأنه انقضى .. فالمهم هو الحاضر .. والأهم من الحاضر هو مستقبل هذه المرأة ( الضحية ) ، ومستقبلها حتما لابد وأن يلج من هذه الاستفهامات التي أظنها تخالج وجدان الكثيرين غيري ويحدوهم الأمل أن تجد الإجابات الوافية من كافة المسؤولين في الجهات الحكومية ذات العلاقة ؛ ماذا لديكم ضد هذه المرأة ؟ أليست سعودية ولها الحق في التمتع بكافة حقوق المواطن السعودي أياً كان جنسه أو لونه أو عرقه سواء كان في داخل المملكة أو خارجها ؟ أين تكمن المشكلة طالما أن لها الحق في تمتعها بكافة مميزات الجنسية السعودية ؟ لماذا كان بادياً عليها الخوف وهي تتحدث في البرنامج من أن السلطات السعودية من الممكن أن تعيدها لباكستان في حال دخولها للمملكة ؟ وهل حقاً ستفعل .. ولماذا وتحت أي مبرر وما المطلوب منها عمله أصلاً كي لا تقع في هذا السيناريو ؟ يا سادة .. لا تكونوا شركاء مع الزمن والظروف وقلة الحيلة في مصادرة الأمل من ( أم أمل ),.افسحوا لها الطريق لتعود للحياة من جديد.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *