[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]علي محمد الحسون[/COLOR][/ALIGN]

كان ذلك قبل اربعين عاماً عندما كنت اراه من البعيد بقامته \”الممشوقة\” بذلك \”الثوب اللاس\” وهو من افخر الاقمشة ايامها وعلى كتفه تلك العمامة \”الحلبي\” او ما تصالح على تسميته \”بالغباني\” حرص طوال عمره على التمسك به.
اول مرة اقتربت منه وكان احد مشجعي فريق أحد.. وكنا يومها كسبنا منافسنا الاوحد في المدينة المنورة – العقيق ونحن في \”قهوة الطوال\” في عروة.. عندما اقترب مني وهو يسأل بعفوية – قل لي انت بخير لقد سمعت \”باصابتك\”.. وعرفت لحظتها انه لا يدخل \”الملعب\” لمشاهدة فريقه في أية مباراة بل يظل خارجاً قلقاً حتى يعرف \”النتيجة\”.. يومها أحسست بأبوته ومن يومها ربطتني به علاقة محبة.. اعرفها منه دون ان يصرح بها.. ويعرفها عني دون ان يسمعها مني.
لقد كان \”رجلا\” غاية في الكرم رحمه الله.. وكنت اطلق عليه لدى اصدقائي بالرجل \”المثقف\” رغم انه لا يقرأ ولا يكتب لما يملكه من رؤية واضحة للاشياء.
كان رجلا رقيق الاحساس.. مبادراً لفعل الخير.. عونا للآخرين.
ذات يوم.. قبل اكثر من عشرين عاماً على ما اذكر كان يجلس بجانبي ونحن نقطع المسافة ما بين باب العنبرية.. وعروة.. عندما لمح.. رجلاً عجوزاً.. يسند ظهره على جدار محطة القطار فجأة طلب مني العودة اليه.. هبط من السيارة.. ودس في يد الرجل مبلغاً من \”المال\” كان كل الذي في جيبه قلت له: هل تعرفه؟
قال: طبعاً.. اعرفه.. اليس بني ادم.
لقد كان \”عم\” بادي كعكي.. هكذا كنت اناديه \”بعم\” انساناً ساخراً.. ولكنها سخرية مليئة بالمرارة وان كانت ضاحكة.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *