أمنيات الجيل الصاعد للعام القادم
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد بشير علي كردي[/COLOR][/ALIGN]
أطلت حفيدتي مريم على شاشة الماسينجر بعد منتصف هذه الليلة لتبارك لنا العام الميلادي 2010 ولتسأل عما إذا كان جميعنا قد تمكن من التهام 12 حبة عنب مع آخر 12 ثانية من عام 2009 بيسر وسهوله، فتناول حبة عنب مع كل ضربة لبندول الساعة تتطلب العناية حتى لا تتغلب حلاوة حبة عنب على قابلية الحنجرة لاستقبال الحبة التالية ففي ذلك فأل يتحاشاه الجميع. طمأنتها بأننا جميعنا أتممنا مهمة تناول العنب بيسر وسهولة وهذا ما يبشر بسنة حلوة بحلاوة العنب وبحلاوة وجهها الذي يطالعنا على الشاشة، أطرقت خجلة لبعض الوقت ، ومن ثم رفعت رأسها لتسأل عن أمنياتنا التي خطرت على بالنا ونحن نتناول حبات العنب؟ أجبتها الأمنية الأولى هي العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة، يليها الصحة والنشاط والقدرة على القراءة والكتابة لتنشيط الذاكرة وشغل ساعات الفراغ، ومع هذه الأماني الدعاء لكم بالتوفيق في الدراسة مع الصحة والسعادة لكم ولوالديكم ولكافة الأهل والأصحاب والأصدقاء،والدعاء لبلدنا بالمنعة والأمن والأمان والاطمئنان، وأن ينال ضحايا سيول جدة العناية الجادة من الدولة ومن المجتمع بما يخفف مصابهم ويوفر لهم أحياءً سكنية جديدة مستوفية لمتطلبات السلامة والعيش الكريم. ردت الصغيرة بقولها : إن شاء الله ، وليعطيكم ربنا طول العمر.
وسألتها مع من شاهدت دخول العام الجديد وما ذا كانت أمنياتها؟ ابتسمت وقالت: شهدناه في المكان الذي عودتنا عليه كل عام وقطعت العادة هذا العام، قضيناه مع الوالدين وشقيقي بشير في بيت الله الحرام وبجوار الكعبة المشرفة حيث أدينا العمرة لله تعالى، ونحن الآن نتبادل الشات على النت من غرفة فندقنا المطلة على الحرم وأمامنا صحن الطواف عامر بضيوف الرحمن،وقد دعوت ربي أن يحفظ لي أسرتي الصغيرة وهي والدي ووالدتي وشقيقي، وأسرتي الأكبر وهي أنتم وأعمامي وعماتي وخالاتي وخيلاني وأصحابي، وأسرتي الأشمل وهي بلدنا الذي نعيش فيه ليبقى آمنا مطمئنا، وأن تعود المقدسات المحتلة لأهلها المحاصرين، وهذه سنة كاملة مضت على حرب غزة ولا يزال ضحايا العدوان على ما هم عليه من تشرد وحصار. وأمنية خاصة جدا رجوت الله أن يحققها لي ولمن هم في عمري وهي التفوق في الدراسة لنكون مؤهلين للجامعات المماثلة لجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، ووقتها أكون قد بلغت الثامنة عشرة من العمر ويكون القانون قد يسر للمرأة قيادة السيارة فأذهب إلى الجامعة بسيارتي الخاصة التي وعدتني بها ، وهي في ذات الوقت سيارة طلبات العائلة، لأننا لن نكون بحاجة للسائق الأجنبي وسنستفيد من راتبه في تغطية بعض نفقات الدراسة الجامعية، دعوت الله أيضا أن يلهم القائمين على وضع المناهج التعليمية إيجاد وسيلة تعليم الكترونية وعملية تخفف عن كاهلنا حمل شنطة الكتب التي يقارب وزنها العشرة كيلوغرامات وكل ما فيها مواد للحفظ نعرف معظمها من سلوك وعادات أسرتنا في كل ما يتعلق بأمور الدين والأخلاق والقيم الإسلامية. وهناك أمنية أخرى طلبتها من ربي وقد تكون بعيدة التحقيق وهي أن يعم الأمن والسلام بلادنا وبلاد المسلمين والعالم أجمع، وسألتني عما إذا كنت قد شاهدت لقطات لسفير أطفال غزة أحمد زائد وهو يلقي نثراً وشعراً في الذكرى الأولى لحرب إسرائيل على غزة يوصف فيه معاناة شعب فلسطين وليؤكد تشبث جيله بالأرض والوطن، دخل على الدردشة الحفيد بشير ليبارك وليقول بأن تمنياته تزيد عن تمنيات شقيقته بأمنية وهي أن يرتفع أداء فريق الإتحاد السعودي لأداء فريقه المفضل برشلونه.أكبرت في الحفيدين أمنياتهما، وتفاءلت بالخير ما دام صغارنا متمسكون بما فرط به بعضنا من الكرامة والحقوق.
التصنيف: