[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد بشير علي كردي[/COLOR][/ALIGN]

الصديق العاشق للسياسة – المقتنع بما ورد في كتاب لعبة الأمم لمايلز كوبلاند (الذي صدر في عام 1969 ونفدت طبعته اللندنية الأولى في ثلاثة أيام فقط) من أن الأمم كقطع شطرنج يجرى تحريكها من قبل وزارة الخارجية الأميركية – له رؤية أوسع من رؤية الجار يعقوب.
في تقديره أن الغرب وأمريكا وبالطبع إسرائيل يعملون على إزالة اسم فلسطين من الخارطة السياسية لدول العالم وإزالة اسم فلسطيني من قائمة الجنسيات، وما نراه الآن من مماطلة في المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية هو لانتظار ساعة الحسم وإغلاق الملف، ولنأخذ السيناريو الشائع الذيوع هذه الأيام، فقد بدأ في تفتيت العراق والسماح لميلشيات الطوائف والمذاهب لتتحكم في الشارع العراقي ، وما هذه إلا الخطوة الأولى لوضع الشعب العراقي أمام اختيار لا ثان له إن أراد العيش بكرامة وبأمن وأمان واطمئنان، وهو أن يستعرض أولا تاريخ كل القوى السياسية التي توالت على حكمه منذ أن قام كدولة مستقلة في عام 1921 حتى اليوم ويجيب بنفسه عن العهد الذي وفر له الوحدة الوطنية والأمن والأمان والاطمئنان، وفي الغالب إن لم يكن بالإجماع سيقول العهد الملكي وهذا بيت القصيد.
ويأتي الخيار الاردني لحل القضية الفلسطينية باعتباره الأقدر على تحريك المفاوضات من أجل أن تعيد إسرائيل ما تشاء من الأراضي المحتلة بما فيها الرموز المقدسة لدى المسيحيين والمسلمين في القدس والضفة الغربية وتضعها في عهدة وضمانة في عمان مع وعد بمساعدات سخية للأردن تساعده على زيادة المساحات الزراعية وتوفير فرص العمل والكسب لكل المقيمين فوق ترابه من مواطنين ولاجئين.
يترافق ذلك مع الدفع إلى مزيد من الفوضى والاقتتال بين الطوائف والمذاهب المتصارعة على السلطة في بغداد تفقد فيها الميليشيات قدرتها على ضبط الأمور فتتدخل قوات عربية أو دولية لضبط الأمن ومن ثم إقامة انتخابات نزيهة لمجلس يضع دستورا جديدا ينهي حكم الطوائف ويقر بعودة العرش الهاشمي إلى بغداد، فتنسحب كافة القوات الأجنبية من العراق مقابل وعود من الغرب والولايات المتحدة وضمنيا من إسرائيل بإعادة تعمير العراق والاستفادة من مياه نهري دجلة والفرات في تطبيق وسائل الزراعة المتقدمة ذات المردود العالي والموفرة لفرص عمل لكافة القوى العاملة بمن فيهم المسرحون من الجيش.
الخطوة الثالثة إعادة الاتحاد، وبهذا لن يكون هناك مواطن أردني هنا ومواطن عراقي هناك وإنما مواطن تنتشر أرضه من زاوية الحدود العراقية التركية الأردنية إلى خليج العقبة، وفيها من المشاريع التنموية الجبارة ما يغري الشباب الفلسطيني – وهم الأكثر خبرة وكفاءة – للتوجه إلى سوق العمل الجديد الذي لا يتطلب تأشيرة دخول أو كفيل يستأثر بنصيب الأسد من دخلهم. وسنوات إقامة لا تتعدى الخمس تؤهل الوافد إلى كسب الجنسية والتمتع بالمواطنة الكاملة، وبهذه الوسيلة تتفرغ الأرض الفلسطينية من شبابها، والزمن كفيل بشيابها.
السوريون واللبنانيون سيسيل لعابهما على ما يتمتع به الاتحاد من قوة اقتصادية فيرتبطان به باتفاقيات تمهد لوحدة تامة بعد أن تمدهما تركيا بالمياه اللازمة وإسرائيل بالتقنية الزراعية المتقدمة لاستصلاح الصحراء وتوفير فرص عمل لكافة القوى العاملة بمن فيهم من كانوا في الخدمة العسكرية، وإذا ما صح هذا السيناريو، ستكون إسرائيل في مأمن وهي محاطة بدولتين كبيرتين لها معهما معاهدة سلام، وشعب فلسطين قد تحول إلى الاردن وختمت والدة رشا هذا الحوار بقولها: فال الله و لا فالك، فلسطين باقية ومقدساتها محمية من قبل الرب.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *