عبد الله فراج الشريف
إن ما تنشره الصحف إذا لم يصاحبه الاعتماد على معلومات دقيقة وصحيحة، سيكون ضرره على المجتمع عظيماً، لأنه حينئذٍ يروج لإشاعات، لايدري أحد من وراءها، ومن يبثها، ومنذ وقوع كارثة السيول في جدة قبل أكثر من سنتين، وأمانة جدة لا تغيب عن صفحات الصحف، قضاياها تتابع باستمرار، وأمين جدة يتعرض لحملة قاسية ولا أحد يدري ما مدى صحة ما ينشر، ولا تذكر مصادر يوثق بها لما تنشره، فإذا كانت الجهة المنتقدة أو المساء إليها بأخبار غريبة مستهجنة لا ترد عليها ولا تبين الحقيقة زاد الغموض، ولم يعد أحد قادراً على إدراك الحقيقة، فقد أشيع عن أن بلدية جدة نشرت قوائم لمن منحوا أراضي في هذا العام، فيها أسماء أفراد من عوائل بعض رجال الأعمال، تكاد بعضها تذكر أفراد هذه العائلة كلهم، وأنهم منحوا أراضي، وبدأت الحملة في مجموعات بريدية إلكترونية، ثم نشرت بعض الصحف الخبر، ومنها جريدة \”اليوم\” التي أضافت إلى الخبر أن مسيحية ضمت إلى القوائم، وذكر أن اسمها جاكلين جوزيف لويس نصار\”، وأنها منحت أرضاً في جدة، والتزمت بلدية جدة الصمت، ولم ترد على ما ينشر، مما جعل المواطنين في حيرة من أمرهم، هل يصدقون ما نشر أم يكذبونه، وإذا كان الخبر صحيحاً فما الذي دفع إليه، وهذا يعني مزيداً من مثل هذه الأخبار تشيع، مما يوهن الثقة في الجهاز المنتقد، وسيتكرر ذلك على مر الزمن، وستجد في صحفنا كل يوم من الأخبار ما تصاغ بعبارات مطاطة لا تستطيع الجزم معها بشيء قد وقع، تذكر أحداثاً بعضها خطير جداً، ولكنها لا تذكر مصدراً لما تنشر، وإذا كان ما تنشره عن جهة حكومية، خاصة من إدارات قطاع الخدمات لم يحظ باستجابة تلك الجهة لا بتأييد ما نشر ولا بنفيه، وكأنها تقول: هذا كلام جرائد فلا تعبأوا به، ولعلنا على ساحة الوطن لم يدرك ما هي مهمة الصحافة في المجتمع، ولم يدرك لها دور رقابي تبرز ما في المجتمع من إيجابيات،وتكشف عما فيه من سلبيات رجاء إزالتها، ولعل بعض من يعملون في صحفنا لا يدركون أن الخبر والنقد كلاهما يحتاج إلى معلومة صحيحة وأكيدة، وإلا انقلبت إلى إشاعات ضررها كبير على الصحف والمجتمع معاً، فبعضهم ينشر أخباراً وانتقادات عند البحث والتمحيص لا تجد لها على أرض الواقع حقيقة، فإلى متى يستمر هذا، ولماذا لا ننتبه له ونحذر منه، أهي المجاملة، أم عدم الاهتمام بالمصالح العامة للوطن وأهله وهو ما نرجو ألا يكون والله ولي التوفيق.
[email protected]
ص.ب 35485 جدة 21448
فاكس: 6407043

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *