أمانة جدة .. بين الحلم والواقع
[COLOR=royalblue]بخيت طالع الزهراني[/COLOR]
كنت أتمنى لو تنصت أمانة جدة إلى صوت الشارع وتسمع ما يدور في المجالس من رؤى عن الأداء الخدمي للأمانة فذلك مما يساهم بشكل فعال في ايضاح الصورة أمامها بشكل أوضح وأوسع وأصدق .
أن ما يقوله المستهدفون بالخدمة من أي مرفق رسمي أو أهلي , هو من الأهمية بمكان , وثمة من يراه بمثابة الاستبانة العفوية التي تكشف مدى رضا الناس عن الخدمة المقدمة لهم , وبالتالي تعطي صاحب الصلاحية فرصة عظيمة لأن يرى السلب والإيجاب من خلال عيون الجمهور .
أمانة جدة ،ومن خلال ما نسمع في المجالس،لها عدة إيجابيات تشكر عليها , من بينها حل مشكلة النظافة بشكل لا بأس به , ثم كناحية أخرى إنجازها تطوير جزء من الكورنيش البحري بصورة جميلة بعد أن عكفت عليه فترة طويلة تعيد صياغته .
لكن في المقابل ثمة عدة ملاحظات تصل إلى درجة الشكوى والمرارة , ومن ذلك أن هاتف الطوارئ 940 لا يستجيب للناس في مطالباتهم بتعديل خلل هنا , وإزاحة مشكلة هناك . حيث يظل المتصل ينتظر طويلاً حتى يجيبه الموظف , وإذا أجابه فان الخلل الشكوى لا تتم معالجته , وقد حدثني ذلك أكثر من شخص , كما أنني عشت التجربة نفسها.
أحدهم – كمثال – ممن اثق فيه أبلغ رقم الطوارئ في بداية شهر شوال الجاري بالأمانة عن مسألة إنطفاء الإضاءة من أعمدة جزء كبير من حي المساعد في شرق جدة , ومن فرط ثقة صاحبنا ظن أن الأمانة ستستجيب من فورها وبالتالي ستضئ الأعمدة مساء اليوم التالي , لكن الحلم كان شيئاً , وواقع أمانة جدة للأسف كان شيئاً آخر , فحتى كتابة هذه السطور مازال الخلل قائماً , فماذا يعني هذا ؟
وناحية أخرى .. فأنت عندما تكون في أحد التقاطعات تبحث عن شارع معين في ذاكرتك تريد التعرف عليه , فأنك وأنت أمام الإشارة الضوئية لن تجد في عدة حالات اسم الشارع العرضي , وهذا خلل واضح من الأمانة التي كان يتوجب عليها نصب لوحات باسماء الشوارع الكبير منها والصغير في فوهة وفي تقاطع كل شارع
وثمة حكاية الحكايات .. وهي هذه الحفر الوعائية التي اعطبت سياراتنا , وصارت مصائد تترصدنا في عدة شوارع , وقد كان الواجب على رؤساء أفرع الأمانة أن يرصدوها ويعالجوها أولاً بأول , ولكن الحلم – هنا أيضاً – بقي شيء والواقع شيء آخر .
أما الأرصفة الجديدة التي اعتمدتها الأمانة في عدة أحياء فقد صارت تحتاج إلى درج ليصعدها الناس وخصوصا كبار السن والنساء , وهذه مما يتحدث الناس كثيراً عن سلبيتها , ناهيك عن حاجة الأحياء الطرفية إلى عناية أكثر بسفلتة شوارعها .
ما الذي يمنع – كاقتراح -أن يجلس معالي أمين جدة مع الناس كل شهر في جزء من أجزاء جدة , بحضور رئيس فرع الأمانة هناك وينصت إلى ملاحظات الأهالي , فالأمين هو عمدة المدينة وفق التسمية والعرف في الدول المتقدمة , وأظن أن قيام معاليه بإجراء كهذا هو مطلب إيجابي سيحقق مصلحة كبيرة.
وأمير المنطقة سمو الأمير خالد الفيصل وهو الإداري الناجح قدوة للجميع , فهو يطوف بكل محافظات المنطقة سنوياً ويجلس مع الناس ويقترب من نبضهم ويتعرف على قضاياهم بكل حرص واهتمام .
ثم ما الذي يحول دون أن يكون لمعالي أمين جدة لقاء دوري مع ممثلي الصحافة المحلية , ليشرح لهم ما تم إنجازه , وما هو في الطريق , ثم لينصت إلى طروحات الصحفيين وما ينقلونه لمعاليه من ملاحظات هي من أفواه الناس.
التصنيف: